كشف المسؤول الأمني السابق سعد الجبري أنه في يناير 2015، بينما كان الملك عبد الله يحتضر، كانت المملكة العربية السعودية تستعد لفترة انتقالية حساسة، لكن محمد بن سلمان كان يخطط لقتله إلا أنه توفي بطريقة طبيعية.

وسط هذه الأجواء، كان الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 29 عامًا آنذاك، يخطط لمستقبل المملكة الكبير، حيث استدعى الأمير الشاب سعد الجبري لعقد اجتماع سري في القصر،

تحدث بن سلمان عن رؤيته لإيقاظ المملكة من سباتها كما قال، وتغيير اقتصادها بعيدًا عن النفط، وتشجيع النساء على دخول سوق العمل وذلك بعدما نزع مقبس الهاتف خوفا من تصنت بعض المسؤولين عليه.

تلك الليلة كشفت عن طموحات الأمير، الذي بات يُعرف لاحقًا بحروف اسمه الأولى MBS، ليصبح واحدًا من أكثر الحكام قمعا.

زور إمضاء الملك

محمد بن سلمان، الذي ورث طموحاته من والده الملك سلمان كما قال الجبري بدأ بتنفيذ خططه الخبيثة لتحويل المملكة وتغيير وجهتها رغم الاتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان.

 الأمير، الذي صعد بسرعة ليصبح وليًا للعهد، قاد تحالفًا عسكريًا في اليمن ضد الحوثيين بعد شهرين فقط من توليه منصب وزير الدفاع، بعدما زور إمضاء أبيه طبقا للجبري.

لكن هذه الحرب كانت نقطة تحول في مسيرته، حيث أكسبته دعمًا داخليًا ولكنه جلب أيضًا انتقادات دولية واسعة. خلال هذه الفترة، بدأ الأمير يتبنى أسلوبًا جديدًا في اتخاذ القرار، مفضلًا التسرع، وبدون الرجوع للطرق التقليدية.

شهوة الحكم

الجبري أكد أنه رغم ذلك إلا أن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في 2018 ألقى بظلاله على سمعته العالمية، وكانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وجعلت منه منبوذا على المستوى الدولي. 

الاتهامات الموجهة لمحمد بن سلمان بالتورط في هذه الجريمة أضرت بصورته، رغم محاولاته للنأي بنفسه عنها، ومع ذلك، يظل الأمير متمسكًا برؤيته التحديثية للمملكة، رغم التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها. 

والآن يرى الكثيرون أن محمد بن سلمان، مع تقدمه في السن وضعف والده، قد يحكم المملكة لعقود مقبلة، مشكلًا مستقبلًا غير مسبوق للمملكة على الساحة الدولية، أما عنه فهو يرى في نفسه حاكم للبلاد لمدة 50 عاما مقبلة.

اقرأ أيضًا : نواب بمجلس الشيوخ يصفون السعودية بالدولة البوليسية.. ما دلالة ذلك؟