حرب اليمن بُنيت على كذبة!
في تصريحات خاصة، قال المسؤول الاستخباراتي السابق سعد الجبري لشبكة BBC إن محمد بن سلمان زور توقيع والده الملك سلمان على مرسوم ملكي لإلزام القوات البرية بالمشاركة في المراحل الأولى من الحرب الأهلية اليمنية في أوائل عام 2015.
جاءت هذه التصريحات التي أدلى بها رئيس المخابرات السعودي السابق سعد الجبري خلال فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية بعنوان “المملكة: أقوى أمير في العالم”.
وقال الجبري إنه أجرى نقاشات ومباحثات حول هذه الحرب التي بدأت في سبتمبر/أيلول 2014 مع سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، لافتًا أن رايس قالت إن واشنطن ستدعم فقط حملة جوية.
وقال الجبري إن ولي العهد، الذي كان وزيرًا للدفاع في ذلك الوقت في أوائل عام 2015، كان مصممًا على المضي قدمًا في هذه الحرب وتجاهل واشنطن.
وتابع الجبري “لقد فوجئنا بوجود مرسوم ملكي يسمح بالتدخلات البرية… لقد زور توقيع والده على هذا المرسوم الملكي، خاصة وأن القدرة العقلية للملك كانت تتدهور”، مضيفًا أن لديه مصدر “موثوق” مرتبط بوزارة الداخلية يعزز هذه التصريحات، ولافتًا أن هذا القرار لم يكن مرحب به من قبل وكالة المخابرات المركزية في الرياض.
وكان تحالف بقيادة السعودية، والذي ضم الإمارات العربية المتحدة، قد تدخل نيابة عن الحكومة اليمنية في مارس/آذار 2015 لصد الحوثيين، بعد سيطرة الجماعة على صنعاء.
قتلت الغارات الجوية للتحالف الآلاف من المدنيين، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، بينما أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات بدون طيار على البنية التحتية المدنية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
لم ينجح التحالف في طرد الحوثيين من العاصمة اليمنية، حيث أصبحت الجماعة الآن الحاكم بحكم الأمر الواقع في شمال البلاد التي مزقتها الحرب، فيما يخضع جنوب البلاد لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم من الإمارات.
وقال جون ساورز، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني السابق، لهيئة الإذاعة البريطانية إنه غير متأكد إذا كان محمد بن سلمان قد زور المرسوم الملكي، لكن “الجميع يعلم قرار التدخل عسكريًا في اليمن هو قرار من محمد بن سلمان وليس قرار والده، على الرغم من أن والده لم يعلن الرفض”.
وقال الجبري في الفيلم الوثائقي إنه أجرى محادثة مع ولي العهد في يناير/كانون الثاني 2015، بينما كان الملك السابق عبد الله يحتضر في المستشفى، وأوضح أن محمد بن سلمان أمره بترك هاتفه المحمول بالخارج، وفعل الشيء نفسه أيضًا. حيث كان الأمير خائفًا جدًا من الجواسيس لدرجة أنه فصل الهاتف الأرضي الوحيد في الغرفة التي كانا يجتمعان فيها.
وفقًا للجبري، تحدث الأمير بعد ذلك عن خطط لكيفية بيع حصص في أرامكو، شركة النفط الحكومية السعودية، ومحاولة تنويع الاقتصاد ومنح النساء السعوديات المزيد من الحرية للانضمام إلى القوى العاملة.
وأشار الجبري إلى حديث بينه وبين بن سلمان حيث قال له الأخير “هل سمعت عن الإسكندر الأكبر؟”، لافتًا أنه بهذه العبارات لخص طموحاته.
خاتم مسموم!
اشتهر محمد بن سلمان -ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة- بسمعة سيئة بسبب السياسات الوحشية التي يتبعها في حكم المملكة. في مقابلة سابقة مع برنامج 60 دقيقة على شبكة CBS قال سعد الجبري إن محمد بن سلمان اقترح قتل الملك عبد الله عام 2014 بخاتم مسموم.
وبين الجبري في تلك المقابلة: “لقد مُنع من دخول القصر ومن مصافحة الملك لفترة طويلة من الوقت”.
كان الجبري الرجل الثاني في وزارة الداخلية بالمملكة، قبل أن يفر إلى كندا في عام 2017، وتم وضع رئيسه آنذاك، وزير الداخلية بن نايف، قيد الإقامة الجبرية بعد ذلك بفترة وجيزة.
ويُعتقد أن المستشار الأعلى السابق هو واحد من العديد من السعوديين البارزين، بما في ذلك الأمراء والمعارضون، الذين استهدفتهم فرقة الاغتيالات التي اغتالت خاشقجي عام 2018، ويقبع أبناء الجبري، عمر وسارة، وصهره سالم المزيني، حاليًا في السجون السعودية.
تم منع عمر وسارة، اللذان كانا يخططان للالتحاق بالجامعة في الولايات المتحدة، من مغادرة المملكة في عام 2017، وفقًا للملفات القانونية، اختُطف المزيني من دبي وأُعيد إلى المملكة.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا