في تحول لافت، أصبح الكاتب الأمريكي المثير للجدل، جويل ريتشاردسون، عرّابًا للتبشير المسيحي العلني داخل المملكة العربية السعودية، وذلك بدعم وحماية من نظام ولي العهد محمد بن سلمان.
ريتشاردسون، الذي يعرف بتعليمه للإنجيل وفق تفسيره المعاصر، قد حقق شهرة واسعة من خلال كتاباته التي تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في “نيويورك تايمز”.
يعرف ريتشاردسون بانتمائه إلى التيار الصهيوني المسيحي الإنجيلي، وتحديدًا المدرسة “التدبيرية”، هذه المدرسة تؤمن بتفسير حرفي للكتاب المقدس وتعتبر أن بني إسرائيل والمؤمنين المسيحيين فقط هم من سينجون في يوم القيامة.
يتبع التدبيريون معتقدات صارمة، حيث يرون أن الإسرائيليين هم “شعب الله المختار”، وأن الوعود التي قطعت لإسرائيل يجب أن تتحقق، بما في ذلك السيطرة على فلسطين وبناء الهيكل الثالث في موقع المسجد الأقصى.
هذا التيار كان من أبرز الداعمين للحرب الأمريكية على العراق في عام 2003، وفي السنوات الأخيرة، تحول ريتشاردسون إلى قيادة جولات سياحية دينية إلى شمال السعودية، حيث تقود شركته “Living Passages” رحلات حج مسيحية إلى مواقع دينية في المملكة، وبدعم علني من السلطات السعودية.
تأثير سام على المجتمع السعودي
في عام 2019، قام ريتشاردسون بنشر مقاطع مصورة من داخل منطقة العُلا في شمال السعودية، حيث وصفها بأنها “أول رحلة مسيحية رسمية إلى المملكة”. هذا التحرك يعتبر تطورًا غير مسبوق في السعودية، التي كانت تحظر على مدى عقود أي نشاطات دينية غير إسلامية على أراضيها.
ظهر ريتشاردسون في لقاء مع “مايكل روود”، وهو مبشر آخر متطرف يصف الإسلام بـ”الدين الوهمي”، متحدثًا عن استعداد العائلة المالكة السعودية لفتح البلاد أمام الجولات السياحية الدينية الغربية.
لم يكتف ريتشاردسون بهذا الحد، بل أعلن في 10 أكتوبر 2023، بعد بداية الحرب على غزة، عن زيارته للسعودية مجددًا، حيث قام بالدعاء من جبل اللوز في شمال السعودية قائلاً: “إلهي، أشكرك على العائلة المالكة السعودية… إلهي، أشكرك على جهودهم لإيجاد السلام مع إسرائيل”.
هذا التحالف الغريب بين ريتشاردسون والنظام السعودي يأتي في وقت حساس، حيث يسعى ولي العهد محمد بن سلمان لإظهار السعودية كدولة منفتحة ومتسامحة مع الديانات الأخرى، في إطار ما يسمى برؤية 2030.
العداء للإسلام
رغم ادعاء ريتشاردسون بأنه يسعى للتقارب بين المسيحيين والمسلمين، إلا أن مؤلفاته تكشف عن عداء واضح للإسلام. في كتابه الصادر عام 2009 بعنوان “المسيح الدجال الإسلامي”، يربط ريتشاردسون الإسلام بكل الشرور التي يتنبأ بها الكتاب المقدس.
ويدعي أن الإسلام هو الأداة التي سيستخدمها الشيطان لتحقيق نظام سياسي وديني عالمي يقوده المسيح الدجال قبل عودة المسيح الثانية، ريتشاردسون يرى أن المهدي المنتظر في الإسلام هو المسيح الدجال في المسيحية، وهذا ما يفسر تناقضه بين الدعوة لمحبة المسلمين وترويج نظريات تتهمهم بكل الشرور المستقبلية.
ويعترف ريتشاردسون بأن وجوده في السعودية يأتي كجزء من “مهمة شاملة” لإخراج “بقايا عظيمة من العباد المؤمنين بالمسيحية” من هذه البلاد. ويؤمن بأن السعودية مكان معين من قبل الله للمسيحيين، ما يثير تساؤلات حول حقيقة دوافعه وأهدافه في المنطقة.
ريتشاردسون لا يزال يعلن عن جولاته المقبلة في السعودية، مع خطط لزيارة البلاد في أكتوبر المقبل، ومن ثم في فبراير من العام القادم. تشير جولاته إلى تتبع آثار خروج بني إسرائيل من مصر وحتى جبل سيناء (جبل اللوز) في السعودية.
اقرأ أيضًا : وزير الاحتلال يكشف.. “بن سلمان سيشتري الغاز الإسرائيلي بعد صفقة التطبيع”!
اضف تعليقا