في ظل التصعيد المستمر الذي تشهده الأراضي الفلسطينية، دعت الجزائر إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة آخر التطورات في الضفة الغربية، حيث تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية والاعتداءات المتزايدة على المدنيين والبنية التحتية. تأتي هذه الدعوة بالتنسيق مع بعثة دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وتستهدف تحريك المجتمع الدولي لوقف التصعيد وتبني مواقف تدعم الحقوق الفلسطينية.

ذكرت إذاعة الجزائر الدولية أن الدعوة الجزائرية لعقد اجتماع مجلس الأمن تأتي في إطار جهود دبلوماسية مكثفة، حيث يتم التنسيق مع الجانب الفلسطيني لتحديد موعد الاجتماع. من المتوقع أن يتم تحديد الجدول الزمني للاجتماع من قبل الرئاسة السلوفينية لمجلس الأمن قبل نهاية الأسبوع الجاري. من خلال هذا الاجتماع، تأمل الجزائر والدول الداعمة للقضية الفلسطينية في التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة فورًا، وتجديد التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط.

تشغل الجزائر حاليًا منصب عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة من يناير 2024 حتى ديسمبر 2025، وتستغل هذا الدور لتعزيز المواقف الدولية المؤيدة للحقوق الفلسطينية. وقد سبق للجزائر أن دعت إلى اجتماع مماثل في ظل الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على غزة. تسعى الجزائر من خلال هذا التحرك الدبلوماسي إلى التأكيد على رفض المجتمع الدولي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي تقويض أي أمل في إقامة الدولة الفلسطينية والتنكر للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية لليوم السابع على التوالي، حيث تشهد المدن والمخيمات الفلسطينية أعمال قتل وتجريف وتدمير واسع للبنية التحتية. وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد الشهداء جراء هذه العمليات منذ الأربعاء الماضي 33 شهيدًا، بينهم 6 أطفال ومسنّان، بالإضافة إلى 130 جريحًا. في مدينة جنين، تستمر العمليات العسكرية بمشاركة قوات مدرعة معززة بسلاح الجو الإسرائيلي.

وفي قطاع غزة، تشن إسرائيل حربًا مدمرة منذ 11 شهرًا بدعم أمريكي مطلق، ما أسفر عن مقتل أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى وجود أكثر من 10 آلاف مفقود، في ظل دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.

تحاول الجزائر من خلال تحركها في مجلس الأمن الدولي تسليط الضوء على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في الأراضي الفلسطينية، ودفع المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات فعالة لوقف التصعيد وحماية الشعب الفلسطيني. يمثل هذا التحرك استمرارًا لدور الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية، وسعيها الدؤوب لإيجاد حل عادل ودائم للصراع في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضًا : إسرائيل تشن غارات على طولكرم وتقتحم مدنًا وبلدات في الضفة الغربية