صرحت إديم وسورنو، مديرة العمليات بمكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، أن الحرب في غزة تسببت في دمار شامل للنظام الطبي، مما ترك الفلسطينيين في القطاع المحاصر بلا رعاية صحية تذكر. وأوضحت أن الأزمة الصحية ليست سوى جزء من كارثة إنسانية أوسع تشمل الجوع والفقر المتفاقمين في غزة.

أشارت وسورنو إلى أن 96% من سكان غزة يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأن ما يقرب من نصف مليون شخص يواجهون الجوع الكارثي في القطاع. وقد أصبح هذا الوضع أسوأ بفعل الحرب المتواصلة والحصار المفروض على غزة، الذي أدى إلى نقص حاد في الإمدادات الغذائية والطبية.

ووسط هذه الأزمة، أكدت المسؤولة الأممية أن الوضع الصحي في غزة يبعث على القلق الشديد، مع تزايد أعداد الإصابات والضحايا. وتزامنت تصريحاتها مع تقرير من منظمة الصحة العالمية أفاد بأن 17 مستشفى فقط من أصل 36 في القطاع لا تزال تقدم خدماتها بشكل جزئي، بسبب استهداف المراكز الصحية من قبل قوات الاحتلال.

منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، تعرضت المستشفيات والمراكز الصحية في غزة للهجمات المتكررة، ما أدى إلى شلل شبه كامل في النظام الطبي. وأكد مايك رايان، مدير الطوارئ العالمية بمنظمة الصحة العالمية، أن المستشفيات تواجه تهديدًا كبيرًا نتيجة الأضرار المادية، ونقص الوقود، ونفاد الإمدادات الطبية، إضافة إلى النقص الحاد في الكوادر الطبية.

وأشار رايان إلى أن 492 من الهجمات على المرافق الصحية وقعت في غزة وحدها، من أصل 1098 هجومًا موثقًا على خدمات الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضح أن هذه الهجمات تمثل جزءًا من حرب إبادة مستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يعاني منذ 11 شهرًا من عدوان إسرائيلي شامل.

تزامنت هذه الأزمات مع تزايد أعداد المصابين والنازحين، حيث يعمل النظام الصحي في غزة بما يتجاوز طاقته. المستشفيات المكتظة بالمرضى والمصابين، استقبلت أيضًا العديد من المدنيين النازحين الذين لجأوا إليها طلبًا للأمان.

اقرأ أيضًا : انفجار عنيف يهز طولكرم وتصاعد وتيرة الاقتحامات الإسرائيلية في الضفة الغربية