أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا حديثًا يحذر من تزايد أزمة الجوع العالمية، حيث يعاني ملايين الأشخاص من انعدام الأمن الغذائي الحاد. 

وفقًا للتقرير، فإن التغيرات المناخية والصراعات المستمرة، خاصة في مناطق مثل السودان وقطاع غزة، تؤدي إلى تفاقم هذه الأزمة بشكل غير مسبوق.

في إحاطة صحفية عُقدت عبر الفيديو في نيويورك، قدّم ثلاثة مسؤولين أمميين التحديث نصف السنوي للتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية لعام 2024. 

يسلط التقرير الضوء على تزايد حاد في أعداد الجوعى حول العالم، حيث أشار إلى أن الصراعات المسلحة وظواهر مثل الجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية تؤدي إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي في 18 دولة مقارنة بعام 2023.

ماكسيمو توريرو كبير الخبراء الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أكد أن الصراع المستمر في غزة والسودان يسهم بشكل كبير في زيادة أعداد الأشخاص الذين يواجهون مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي.

توريرو أوضح أن هذه الأزمة تتفاقم بشكل كبير بسبب ظاهرة النينو المناخية التي تسبب الجفاف في عدة مناطق، مما يزيد من عدد الجوعى والمحتاجين إلى مساعدات غذائية.

وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، تضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى كارثيًا من انعدام الأمن الغذائي من 705,000 في خمس دول عام 2023 إلى 1.9 مليون في أربع دول أو أقاليم بحلول عام 2024. يعد هذا الرقم أعلى مستوى تم تسجيله في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الأوضاع الكارثية في قطاع غزة والسودان.

توريرو أكد أن الحاجة إلى تمويل إنساني إضافي ضرورية، مشددًا على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمات، مثل النزاعات المسلحة وتأثير التغيرات المناخية. وأضاف أن الأوضاع الحالية تستدعي تدخلات عاجلة للحيلولة دون وقوع مجاعات أوسع نطاقًا تهدد ملايين الأشخاص في مناطق النزاعات والمناطق المتأثرة بالجفاف.

أفاد التقرير بأن أزمة الغذاء في قطاع غزة هي الأكثر حدة منذ بدء نشر التقارير العالمية عن الأزمات الغذائية. يعيش ما يقرب من 2.2 مليون شخص في غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدات الإنسانية. بحسب التقرير، ارتفعت معدلات المجاعة بين سكان غزة بشكل ملحوظ خلال عام 2024، حيث عانى نصف السكان من المجاعة بين شهري مارس وأبريل 2024، مقارنة بربع السكان خلال ديسمبر 2023 وفبراير 2024.

وعلى الرغم من التوقعات التي تشير إلى تراجع النسبة إلى 22% من السكان بحلول سبتمبر 2024، ما يزال خطر المجاعة قائمًا. توريرو أكد أن الأدلة الحالية لا تشير إلى وقوع مجاعة وشيكة، لكن الظروف الصعبة وانعدام الأمن الغذائي يستمران في تهديد حياة مئات الآلاف في غزة.

يُظهر التقرير أن الوضع في غزة يتطلب تحركًا سريعًا، حيث تؤثر الأزمات المتشابكة في المنطقة على قدرة السكان على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وسط قيود اقتصادية حادة وتدمير البنية التحتية. دعا المسؤولون الأمميون إلى ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمواجهة الأزمات الغذائية المتفاقمة في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في المناطق التي تشهد نزاعات مستمرة مثل غزة والسودان.

اقرأ أيضًا : ترامب يهدد الجامعات الأمريكية بسبب فلسطين