شن حزب الله اللبناني، هجمات صاروخية مكثفة باتجاه مواقع لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود مع شمال فلسطين المحتلة، في إطار رد الحزب على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على القرى الجنوبية اللبنانية. يأتي هذا التصعيد كجزء من دعم جبهة المقاومة المتواصلة مع قطاع غزة.

في بيانين أصدرهما حزب الله، أكد الحزب أنه أطلق صليات من صواريخ الكاتيوشا نحو قاعدة جبل نيريا التي تتمركز فيها قوات من لواء غولاني، كما أطلق قذائف مدفعية صوب موقع حدب يارون. هذه الهجمات جاءت ردًا على ما وصفه الحزب بـ”اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل الآمنة”، مشيرًا إلى الهجوم الإسرائيلي الأخير على بلدة فرون.

من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن رصد سقوط 30 صاروخًا أُطلقت من لبنان، مشيرًا إلى أن جميع الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة بالجليل الأعلى. وذكرت القناة “12” العبرية أن الصواريخ استهدفت منطقة جبل ميرون شمال دولة الاحتلال، فيما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن صفارات الإنذار دوت في مستوطنة ماتات وجبل ميرون للتحذير من القصف.

يأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من الضربات الجوية التي نفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي الجمعة، حيث استهدف مواقع قال إنها تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك منصات إطلاق صواريخ، بنى تحتية عسكرية، ومستودعات أسلحة. ويُعد هذا الهجوم جزءًا من الهجمات المتبادلة المستمرة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على طول الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تسببت الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على جنوب لبنان في نزوح أكثر من 110 آلاف شخص من المنطقة، حيث أشارت تقارير صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن حوالي 35% من النازحين هم من الأطفال. يعكس هذا الوضع الكارثي مدى تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة نتيجة القصف المستمر، وسط غياب أي مؤشرات على تهدئة وشيكة بين الطرفين.

يستمر التصعيد العسكري في ظل أجواء من التوتر المتزايد بين حزب الله وإسرائيل، ما يثير مخاوف من اندلاع مواجهات أوسع نطاقًا في الأيام القادمة، خاصة في ظل تزايد الدعم الذي يقدمه حزب الله لقطاع غزة، وما يترتب على ذلك من تصعيد على مختلف الجبهات.

اقرأ أيضًا : مستوطنون يحرقون سيارات فلسطينيين في رام الله