ضرب زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا يوم السبت، ما أثار حالة من القلق بين السكان الذين لم يكدوا يتعافون من الزلازل السابقة التي ضربت المنطقة في الأشهر الماضية.
وفقًا لإدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، وقع الزلزال في الساعة الـ09:31 صباحًا بالتوقيت المحلي، وكان مركزه في قضاء بازارجيك التابع للولاية. الزلزال وقع على عمق 7 كيلومترات تحت سطح الأرض، ولكن لم تُسجل أي خسائر حتى الآن، حسبما أفادت “آفاد”، مؤكدة استمرار جهود المسح الميداني في المنطقة.
تأتي هذه الهزة الأرضية بعد سلسلة من الزلازل التي ضربت ولاية كهرمان مرعش، وكان آخرها زلزال بقوة 4 درجات في 20 آذار/ مارس الماضي. الزلزال الحالي يُعد امتدادًا للهزات الأرضية التي تضرب المنطقة بشكل متكرر منذ الزلزال الكارثي الذي وقع في 6 شباط/ فبراير 2023، والذي بلغت قوته 7.7 درجة وتلاه زلزال آخر بقوة 7.6 درجة. هذه الزلازل العنيفة تسببت في وفاة أكثر من 53,000 شخص وإصابة ما يزيد عن 107,000 آخرين بجروح في تركيا وشمال سوريا.
في تلك الفترة، تعرضت المنطقة لأضرار واسعة النطاق في البنية التحتية والمباني، وتم إجلاء آلاف السكان من منازلهم. بعد الكارثة، قامت الحكومة التركية بتعبئة قواتها لاحتواء آثار الدمار، بما في ذلك استجابة عاجلة من فرق الإغاثة والإنقاذ، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمتضررين.
في إطار جهود الإغاثة والتعافي، قامت وزارة الصحة التركية بتنفيذ أكبر عملية إجلاء للمرضى والمصابين في تاريخ البلاد. نقلت الوزارة 51,665 مريضًا ومصابًا من مناطق الزلزال باستخدام سيارات وطائرات الإسعاف، بالإضافة إلى الطائرات الرئاسية والسفن، لضمان تقديم الرعاية اللازمة للمصابين. تم توظيف أكثر من 138,000 من الكوادر الطبية بما في ذلك الأطباء والممرضون وفرق الإنقاذ لتقديم الدعم لسكان المناطق المتضررة.
إضافة إلى ذلك، تم إنشاء العديد من المستشفيات الميدانية لتوفير الخدمات الطبية الضرورية، واستخدام 1,810 سيارات إسعاف و16 طائرة إسعاف للمساعدة في نقل الجرحى. هذه الجهود أدت إلى تقديم رعاية سريعة وفعالة للمتضررين من الزلازل المستمرة في جنوب تركيا، ما يخفف من وطأة الأزمات المتكررة التي تشهدها المنطقة.
رغم الجهود المستمرة، لا تزال المخاوف قائمة بشأن تكرار الهزات الأرضية وزيادة احتمالية وقوع زلازل أقوى في المستقبل. الزلزال الأخير في كهرمان مرعش يأتي كجزء من سلسلة هزات مستمرة في المنطقة، وهو تذكير بضرورة الاستعداد والتأهب لمثل هذه الكوارث الطبيعية.
اقرأ أيضًا : تواصل تظاهرات عائلات الأسرى في تل أبيب
اضف تعليقا