تتواصل في مصر حملات شعبية ونقابية تدعو إلى مقاطعة المنتجات والشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه المستمرة على غزة. ومع تصاعد العدوان، ازدادت الحملات الجماهيرية التي تطالب بقطع أي شكل من أشكال التعامل التجاري مع الاحتلال وداعميه.

انتشار هذه الحملات تم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم نشر قوائم بمنتجات وشركات مرتبطة بإسرائيل، وترويج “بدائل محلية” لتشجيع المستهلكين على التحول نحو دعم المنتجات الوطنية.

تشهد العديد من الشركات العالمية، ومنها شركة “كوكاكولا”، تراجعًا ملحوظًا في مبيعاتها بمصر على مدار الأشهر الستة الماضية، حيث عزت الشركة هذا الانخفاض إلى حملات المقاطعة الشعبية التي تستهدف العلامات التجارية المتهمة بدعم الاحتلال الإسرائيلي. ووفقًا لبيانات الشركة، فقد تراجعت مبيعاتها في مصر بنسب ملحوظة مقارنةً بالعام السابق. ويأتي ذلك نتيجة لتضامن المصريين مع القضية الفلسطينية ودعوات الأزهر الشريف المستمرة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية والداعمة للاحتلال.

رغم القيود التي تفرضها بعض المنصات الاجتماعية مثل “فيسبوك” و”إكس” (تويتر سابقًا) على المحتوى المرتبط بالحرب في غزة، يستمر المواطنون المصريون في مشاركة حملات المقاطعة. في كثير من الحالات، يتم تصنيف المنشورات المنتقدة للاحتلال الإسرائيلي على أنها “أفعال عنصرية”، مما يؤدي إلى حذفها وتقييد حسابات المستخدمين. ومع ذلك، لا تزال دعوات المقاطعة تجد صدى واسعًا بين فئات المجتمع، حيث تكتسب زخمًا بفضل مشاركة الأفراد والنقابات المختلفة.

الأزهر الشريف كان من أبرز المؤسسات التي دعت إلى الاستمرار في مقاطعة المنتجات والشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي. 

وفي بيان له الأسبوع الماضي، حث الأزهر العالم الإسلامي على تسخير كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والشعبية لدعم الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تجديد حملات المقاطعة ضد المنتجات الإسرائيلية. 

الأزهر لم يكن الوحيد في هذا الاتجاه، فقد شاركت العديد من النقابات والهيئات الشعبية في توجيه المواطنين نحو البدائل المحلية ودعم المنتجات الوطنية، مما يعزز من الاستجابة الشعبية لحملات المقاطعة.

في الوقت الذي تتسع فيه رقعة المقاطعة الشعبية للمنتجات الإسرائيلية، تشير تقارير اقتصادية إلى زيادة في حجم التبادل التجاري بين الحكومة المصرية وإسرائيل. هذا التناقض يثير استياءً لدى قطاعات واسعة من المواطنين، الذين يرون في توسيع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل انحرافًا عن الموقف الشعبي الرافض للتطبيع. ومع ذلك، يستمر الضغط الشعبي في مصر عبر وسائل المقاطعة لدعم القضية الفلسطينية، في حين تواجه الحكومة انتقادات لدورها في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل. 

من المرجح أن تستمر هذه الحملات، خاصة مع استمرار التصعيد في غزة، حيث يبقى الشارع المصري داعمًا للقضية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة.

اقرأ أيضًا : فاة 165 شخصا بوباء الكوليرا في السودان