انطلقت الانتخابات الرئاسية في الجزائر صباح السبت، بمشاركة ثلاثة مرشحين يتنافسون على المنصب الرئاسي، هم: الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، يوسف أوشيش مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية، وعبد العالي حساني شريف مرشح حركة مجتمع السلم (إسلامي). تشكل هذه الانتخابات محطة مهمة في المسار السياسي للبلاد، وسط تساؤلات حول مدى جدية المنافسة التي يواجهها تبون، الذي يُعتبر الأوفر حظًا للفوز بفترة رئاسية ثانية.
في ظل توقعات فوز تبون بولاية ثانية، يبقى التحدي الأبرز في نسبة المشاركة الشعبية، التي تُعتبر استفتاءً على ثقة المواطنين في العملية الانتخابية ومدى اقتناعهم بجدواها. تشير بعض التقارير إلى أن الحكومة الجزائرية تركز على تحفيز الناخبين للمشاركة الفعالة، حيث أن انخفاض الإقبال قد يؤثر سلبًا على شرعية الرئيس المنتخب وعلى المصداقية السياسية للبلاد. يبلغ عدد الناخبين الجزائريين الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات أكثر من 24 مليون شخص، ويتوزعون على 63 ألف مكتب تصويت في أنحاء البلاد.
ورغم أن النظام الانتخابي الجزائري يضمن سير العملية في يوم واحد، إلا أن بعض البلديات النائية قد تشهد تقديم موعد الاقتراع بسبب صعوبات مادية تتعلق ببُعد مكاتب التصويت عن السكان.
ركز عبد المجيد تبون، في دعايته الانتخابية، على تقديم وعود اقتصادية كبيرة، أبرزها رفع الناتج الداخلي الإجمالي للجزائر إلى 400 مليار دولار خلال العامين المقبلين، وهو رقم طموح يتجاوز الناتج الحالي البالغ 266 مليار دولار. كما تعهد تبون باستحداث 450 ألف وظيفة جديدة وإطلاق 20 ألف مشروع استثماري، وهو ما يمثل جزءًا من رؤيته لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. خلال حملته الانتخابية، نظم تبون أربعة تجمعات شعبية فقط، بينما تولت الأحزاب الداعمة له تنظيم اللقاءات في مختلف المناطق.
من جانبه، طرح عبد العالي حساني، مرشح حركة مجتمع السلم، برنامجه الانتخابي على أسس توافق وطني، متعهدًا بتشكيل حكومة تضم مختلف التيارات السياسية. كما وعد بإلغاء القوانين التي اعتبرها تقييدًا للحريات، والعمل على إصلاح النظامين التربوي والبنكي. حساني شدد أيضًا على ضرورة إطلاق مشاريع تنموية كبرى لإعمار الصحراء، وهو ما يعكس رغبته في تحقيق نهضة اقتصادية متوازنة وشاملة.
أما يوسف أوشيش، مرشح جبهة القوى الاشتراكية، فقد ركز في تجمعاته الانتخابية على الدعوة إلى التغيير السياسي عبر الصندوق الانتخابي، معتبرًا أن التغيير الذي يطمح إليه الشعب لن يتحقق إلا من خلال المشاركة الفعالة في الانتخابات.
في ظل غياب مؤسسات مختصة بإجراء استطلاعات للرأي في الجزائر، تبدو التوقعات قائمة على تحليلات المراقبين الذين يرون أن عبد المجيد تبون مرشح للفوز بولاية ثانية. غياب منافسة شرسة من المرشحين الآخرين، إلى جانب الدعم الحزبي الكبير الذي يحظى به تبون، يجعله في موقف قوي لاستمرار رئاسته للبلاد. ومع ذلك، تبقى نسبة المشاركة الشعبية عاملًا حاسمًا في تقييم مدى نجاح هذه الانتخابات.
في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها الجزائر، تبقى الانتخابات الرئاسية اختبارًا مهمًا للنظام السياسي، حيث يُنظر إليها باعتبارها فرصة لتجديد الثقة في المؤسسات أو تعميق الانقسامات السياسية إذا لم تحظَ بمشاركة واسعة.
اقرأ أيضًا : الحوثي تهاجم السعودية وتتهمها بنقض اتفاق رعته الأمم المتحدة
اضف تعليقا