شهدت منطقة المواصي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، واحدة من أبشع المجازر التي استهدفت النازحين، حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد وإصابة العشرات. القصف الذي استهدف تجمعاً لخيام النازحين ترك وراءه دماراً هائلاً ومشاهد مأساوية صدمت الجميع.
أكدت مصادر الدفاع المدني في غزة، أن الهجوم أسفر عن استشهاد 40 شخصاً على الأقل، إضافة إلى إصابة أكثر من 60 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وصرح المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن الغارات استهدفت ما لا يقل عن 20 خيمة كان يقطنها نازحون، في منطقة وصفتها إسرائيل سابقاً بأنها “آمنة إنسانياً”. وأوضح بصل أن الصواريخ المستخدمة في الهجوم كانت ارتجاجية ثقيلة، مما تسبب في إنشاء ثلاث حفر كبيرة في موقع الانفجار، حيث دفنت العديد من الضحايا تحت الأنقاض.
وأشار بصل إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني واجهت صعوبات كبيرة في انتشال الشهداء والجثث، بسبب الدمار الهائل، وانعدام الإمكانيات، وعدم توفر مصدر ضوء في مكان الحادث. وتسبب الهجوم في حالة من الهلع بين السكان المحليين الذين كانوا نياماً ويعتقدون أنهم في مأمن داخل المخيم.
وصف شهود العيان المشهد بأنه مأساوي للغاية، حيث اختفت عائلات بأكملها جراء هذا الهجوم. وقال بصل إن الوضع على الأرض صعب جداً، وأن فرق الإنقاذ تبذل جهوداً كبيرة في محاولة انتشال المزيد من الجثث وإنقاذ المصابين. ومع ذلك، تعاني الفرق من نقص شديد في المعدات اللازمة للتعامل مع هذا النوع من الكوارث، مما يعرقل عملها في هذه الظروف الصعبة.
وأضاف بصل أن الهجوم يمثل واحدة من أكثر المجازر وحشية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، مشيراً إلى أن الاحتلال بات يتجرأ على تنفيذ مثل هذه الهجمات في ظل غياب ردود فعل دولية حقيقية على جرائمه السابقة.
أثار هذا الهجوم حالة من الغضب والاستنكار بين سكان قطاع غزة والمجتمع الدولي، خاصة في ظل ما وصفه البعض بـ”الصمت المطبق” من قبل مؤسسات المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة. وناشدت الجهات المعنية مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية للتدخل الفوري ووقف هذا العدوان المتواصل على المدنيين والنازحين العزل في قطاع غزة.
وتستمر عمليات الإنقاذ والبحث عن الناجين والشهداء تحت الأنقاض في ظل ظروف صعبة، فيما يبقى سكان المنطقة يعيشون في حالة من الخوف والقلق المستمر، في انتظار تدخل دولي قد يضع حداً لهذه المجازر المتواصلة.
اقرأ أيضًا : مجزرة في سنار: 20 قتيلاً بقصف مدفعي من قوات الدعم السريع
اضف تعليقا