كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي أخفى معلومات تتعلق بمقتل ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين، بينهم جنديان ومدني، خلال قصف جوي على قطاع غزة قبل نحو 9 أشهر. هذه المعلومات التي تم التستر عليها أثارت حالة من الجدل، وأظهرت تناقضات في موقف الجيش الإسرائيلي حول الحادثة.
بحسب تقرير بثته القناة “12” الإسرائيلية، فإن الجنديين رون شيرمان ونيك بيزر، والمدني إلياهو توليدانو، كانوا أسرى لدى حركة حماس في غزة عندما تعرضوا لقصف جوي إسرائيلي في شهر ديسمبر من العام الماضي. القصف استهدف مسؤولاً كبيراً في حماس، وكان الأسرى الثلاثة بجواره في ذات المكان، ما أدى إلى مقتلهم معه.
وادعت القناة أن الجيش الإسرائيلي لم يكن على علم بوجود الأسرى في موقع القصف، وأن استعادة جثثهم تمت في ديسمبر بعد شن غارات واسعة على الأنفاق في قطاع غزة. وتم إعلان العثور على جثثهم من قبل الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، لكنه لم يكشف حينها أن الأسرى قُتلوا نتيجة القصف الإسرائيلي نفسه.
ووفقاً للقناة، الجيش الإسرائيلي كان يعلم بتفاصيل مقتل الأسرى منذ فبراير الماضي، لكنه اختار عدم الإفصاح عنها للرأي العام. في يناير، تم إبلاغ عائلات الجنود والمختطف الثالث بنتائج الفحوصات المرضية التي أظهرت أن الثلاثة كانوا في نفق حيث قتل قائد حماس في شمال غزة، أحمد غندور. ومع ذلك، لم يعترف الجيش بشكل رسمي بتفاصيل الوفاة أو ما إذا كانت ناتجة عن اختناق أو تسمم بسبب الهجوم.
خلال الأشهر التي تلت الحادثة، طالبت عائلات الأسرى الثلاثة بإجابات واضحة حول ظروف مقتل أبنائهم، وجاءت الفحوصات الإضافية التي أثبتت أنهم قتلوا في غارة إسرائيلية. لكن الجيش الإسرائيلي، وبحسب ما ذكرته القناة، اختار عدم الإعلان عن هذه التفاصيل للجمهور، وفضل متابعة القضية بشكل داخلي دون الكشف عن التفاصيل.
في الشهر الماضي، زار ممثلو الجيش عائلات الأسرى وأطلعوهم على نتائج التحقيق، إلا أن الجيش كان على علم بهذه النتائج منذ عدة أشهر. على الرغم من ذلك، قرر كبار المسؤولين في الجيش، بمن فيهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي، عدم نشر هذه المعلومات بشكل علني.
في رد على الاتهامات حول إخفاء التحقيق، نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري صحة الادعاءات، مؤكداً أن رئيس الأركان لم يخفِ أي معلومات تتعلق بمقتل الأسرى. وأضاف هاغاري أن الجيش مستمر في إجراء التحقيقات اللازمة لتوضيح ظروف وفاة الجنود والمدني، وسيتم تقديم النتائج النهائية إلى عائلاتهم قريباً.
وأشار المتحدث إلى أن الجيش سيواصل دعم العائلات الثكلى ومرافقتهم في هذه الأوقات الصعبة. كما سبق للجيش الإسرائيلي أن أقر في عدة مناسبات منذ بداية الحرب بمقتل أسرى إسرائيليين نتيجة غاراته الجوية أو إطلاق نار مباشر.
تثير هذه القضية مرة أخرى تساؤلات حول طريقة تعامل الجيش الإسرائيلي مع الأسرى والمعلومات المتعلقة بمصيرهم، وتفتح الباب أمام مزيد من التحقيقات والانتقادات حول الشفافية والإجراءات المتبعة في الحروب والصراعات.
اقرأ أيضًا : استشهاد فلسطينيين في قصف إسرائيلي على البريج والنصيرات والمقاومة ترد بقصف عسقلان
اضف تعليقا