تشهد محافظتا غزة وشمال غزة أزمة حادة بسبب نقص الوقود الذي يشكل شريان الحياة للخدمات الصحية والإغاثية. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أطلقت تحذيرات من خطر توقف سيارات الإسعاف والعيادات الطبية عن العمل، مما سيزيد من تعقيد الوضع الإنساني الكارثي في المنطقة التي تعاني من تداعيات الحصار والحرب الإسرائيلية.

أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان يوم الاثنين، أن محافظتي غزة وشمال غزة تواجهان نقصًا حادًا في الوقود اللازم لتشغيل مركبات الإسعاف والعيادات الطبية الطارئة، وهو ما قد يؤدي إلى توقف كامل في الخدمات الصحية خلال الأيام القادمة. وأشارت الجمعية إلى أن هذا النقص المستمر منذ ثلاثة أسابيع ناتج عن رفض الاحتلال الإسرائيلي إدخال كميات كافية من الوقود للمرافق الصحية في تلك المناطق.

وأوضحت الجمعية أن الطواقم الطبية تعمل حاليًا بأدنى قدرة تشغيلية، مما يحد من قدرتها على تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين. وأضافت أن استمرار الوضع بهذه الطريقة سيمنع سيارات الإسعاف من الاستجابة للحالات الطارئة، لا سيما في ظل الاستهداف المتكرر للمواطنين من قبل قوات الاحتلال، إضافة إلى إغلاق العيادات الطبية التي تخدم الآلاف من السكان.

في هذا السياق، قالت مديرة العمليات في مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، إديم وسورنو، إن الحرب على غزة دمرت النظام الصحي بالكامل، مما ترك الفلسطينيين بلا رعاية طبية. وأشارت إلى أن 96% من سكان غزة يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، حيث يواجه حوالي نصف مليون شخص في القطاع خطر الجوع الكارثي.

منظمة الصحة العالمية بدورها أكدت أن 17 مستشفى فقط من أصل 36 في قطاع غزة ما زالت تقدم خدماتها، رغم تضرر العديد منها نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المستمر للمراكز الصحية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023. المدير العام للطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايك رايان، شدد على أن نقص الوقود والمواد الطبية وقلة الموظفين يهدد المستشفيات بالتوقف عن تقديم الخدمات.

منظمة الصحة العالمية وثقت 1098 هجومًا على خدمات الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023 وحتى أغسطس 2024. و492 من هذه الهجمات وقعت في قطاع غزة وحده. هذه الهجمات لم تقتصر على المستشفيات والمراكز الصحية فقط، بل امتدت إلى سيارات الإسعاف، مما يعقد جهود الإغاثة ويزيد من عدد الضحايا المدنيين.

الوضع الحالي في غزة يزداد سوءًا مع استمرار استهداف المرافق الصحية والنقص الحاد في الإمدادات، مما يضع السكان في مواجهة كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم.

اقرأ أيضًا : عودة خدمة الإنترنت إلى وسط وجنوب قطاع غزة بعد ساعات من انقطاعها بسبب العدوان