شدد شيخ الأزهر أحمد الطيب للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على وحشية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، متسائلا حول ماذا إذا كان هناك “حل هذه المهزلة التاريخية الكبرى التي نراها في غزة”.
وقال الطيب خلال استقباله بوريل في مشيخة الأزهر بالعاصمة المصرية القاهرة، الثلاثاء، إن “الكلمات والعبارات تقف عاجزةً عن التعبير عما يُعانيه الشعب الفلسطيني جراء العدوان والمجازر والمذابح اليومية التي يتعرض لها، والتي لم يشهد تاريخ الحروب والصراعات مثيلا لها”.
وأضاف، في بيان صادر عن الأزهر، أن “ما يتعرض له أهل غزة وحشية لا تعرفها لغات الإنسان”، وتابع: “يمكنني أن أقول إن هذه الوحشية لم نرها في عالم الحيوانات والوحوش، فهذا الكيان تجاوز كل المعايير الإنسانية وارتكب أبشع الجرائم وتحوَّل إلى وحش متعطش للدماء وقتل الأبرياء”.
وتساءل شيخ الأزهر: “هل هناك حل لهذه المهزلة التاريخية الكبرى التي نراها في غزة، ومن يستطيع إيقاف هذا العدوان الغاشم؟”، موضحا أن “العالم اليوم منقسم بين فرقتين؛ إما مشارك وداعم بالأسلحة ومتورط في قتل شعب أعزل، وعالم آخر مشارك في المأساة بالصمت أو بالحديث عنها بالإدانة والشجب”.
وتابع متسائلا: “هل هناك بارقة أمل في هؤلاء الذين يصدرون الأسلحة أن يوقفوا دعمهم وأن تستيقظ ضمائرهم وإنسانيتهم؟ هل هناك أمل أن يتحول مَن يعزي ويواسي الفلسطينيين بالكلام من أصحاب القرارات السياسية إلى القيام بدور حقيقي وحاسم تجاه ما يحدث في غزة؟”، وفقا للبيان.
وأشار شيخ الأزهر، إلى أن “الوضع في منطقة الشرق الأوسط أصبح صعبًا للغاية، محذرًا من أنه إن لم يتم تدارك هذا الوضع المتأزم فسينزلق العالم كله نحو خطر كبير لا يمكن التنبؤ بحجم الكوارث المترتبة عليه”، مؤكدا أن “الكيان الصهيوني زرع في المنطقة لجعلها مسرحا دائما للحروب والصراعات وإضعافها -عسكريا وسياسيا واقتصاديا- والاستيلاء على مواردها وثرواتها”.
من جانبه، شدد بوريل خلال لقائه شيخ الأزهر، على أنه “لا حل لهذه الأزمات إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وحصول الفلسطينيين على كامل حقوقهم، والعمل على تغيير موازين القوى”.
وشدد المسؤول الأوروبي، على ضرورة أن “تنمو الدولة الفلسطينية تدريجيا”، مؤكدا أن “الاتحاد الأوروبي يبذل جهودا كبيرة لوقف إطلاق النار في غزة، ونأمل أن يتمكَن الاتحاد من إرساء قواعد السلام والتوصل لهدنة إنسانية تفضي إلى وقف كامل للعدوان”، بحسب تعبيره.
وأشار الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، إلى أنه “لم ير طوال حياته قضية أشد تعقيدا وانقساما داخل الاتحاد الأوروبي كالقضية الفلسطينية والعدوان على غزة”، وفقا لبيان الأزهر.
وأوضح بوريل، أن الاتحاد الأوروبي قدم مقترحا لفرض عقوبات على بعض مسؤولي الكيان المحتل ردا على سياساتهم العدائية وتصريحاتهم التي تحض على الكراهية، وأيضًا اقترح فرض عقوبات لكل من شارك في جرائم الإبادة والمذابح التي تحدث في غزة، بحسب البيان ذاته.
ولليوم الـ341 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة بحق الفلسطينيين، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة ومراكز الإيواء والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة، إلى ما يزيد على الـ41 ألف شهيد، وأكثر من 94 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
اضف تعليقا