أصدرت محكمة تونسية في محافظة جندوبة، شمال غرب البلاد، حكمًا ابتدائيًا يقضي بسجن المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية، العياشي زمال، لمدة عام وثمانية أشهر بعد إدانته بتهمة تزوير تزكيات انتخابية. وأكد المحامي فوزي جاب الله، الذي يتولى الدفاع عن زمال، أن الحكم ليس نهائيًا وأنه قابل للاستئناف، وهو ما يتيح للمرشح البقاء ضمن السباق الانتخابي المزمع إجراؤه في السادس من أكتوبر المقبل.

وذكر المحامي جاب الله في تصريحاته لوسائل الإعلام، أن أكثر من ست بطاقات إيداع بالسجن صدرت بحق موكله العياشي زمال، مشيرًا إلى أنه يواجه أكثر من 25 قضية تتعلق بتهم تزوير تزكيات في عدد من المحافظات التونسية. وأوضح أن هذا الحكم، وإن كان يؤثر على موقف المرشح في الحملة الانتخابية، إلا أنه لا يعوق مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة حتى يتم البت في استئناف الحكم.

من جانبه، أعلن العياشي زمال في بيان صادر عنه أنه قرر مقاطعة جميع جلسات التحقيق التي تمت جدولتها بحقه. وصرح بأن هذا القرار يأتي احتجاجًا على ما وصفه “بأسلوب الهرسلة السياسية” الذي يمارس ضده من قبل السلطات القضائية، متهمًا الجهات المعنية بتسخير النظام القضائي في إطار حملة سياسية تهدف إلى تعطيل مشاركته في الانتخابات. وأكد زمال في بيانه على حقه في مواصلة حملته الانتخابية “حرًا طليقًا” بين أنصاره ومؤيديه، مشيرًا إلى أنه لن يخضع لمحاولات الضغط التي تمارس ضده.

https://images.skynewsarabia.com/images/v1/2024/09/02/1739105/800/450/1-1739105.jpg

العياشي زمال يعتبر من المرشحين النهائيين للانتخابات الرئاسية التونسية بعد أن وافقت هيئة الانتخابات التونسية على ملف ترشحه، وتم نشر قرار قبوله في الجريدة الرسمية إلى جانب مرشحين آخرين مثل الرئيس الحالي قيس سعيد وزهير المغزاوي. ويأتي قرار المحكمة وسط جدل سياسي متزايد حول نزاهة الانتخابات وسلامة الإجراءات المتبعة فيها، خاصة بعد أن قضت المحكمة الإدارية بقبول طعون ثلاثة مرشحين آخرين وعودتهم إلى السباق الرئاسي، وهم عبد اللطيف المكي، المنذر الزنايدي وعماد الدايمي.

ورغم قرارات المحكمة الإدارية، إلا أن هيئة الانتخابات رفضت الالتزام بتطبيق هذه الأحكام. وفي تصريح صحفي، قالت نجلاء العبروقي، عضو هيئة الانتخابات، إن مراسلات المحكمة الإدارية التي تطالب الهيئة بتنفيذ أحكام الجلسة العامة القضائية للمحكمة “تجاوزها الزمن”، مشيرة إلى أن المسار الانتخابي قد انطلق بالفعل وأن القائمة النهائية للمرشحين تم ضبطها ونشرها بصفة رسمية، ولا يمكن التراجع عنها في هذه المرحلة.

من المقرر أن تستمر الحملة الانتخابية لليوم الخامس على التوالي، على أن تنتهي قبل يومين من موعد الاقتراع، حيث يبلغ عدد الناخبين المسجلين رسميًا 9.7 مليون ناخب، بينهم حوالي 600 ألف ناخب يقيمون في الخارج، حسب الأرقام الرسمية الصادرة عن هيئة الانتخابات.

اقرأ أيضًا : تضامن دولي مع لبنان بعد الهجوم الإسرائيلي