قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الأربعاء إن المملكة العربية السعودية لن تطبع العلاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وقال في خطابه السنوي أمام مجلس الشورى بالرياض: “لن تتوقف المملكة عن جهودها الدؤوبة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”، وأضاف: “نؤكد أن المملكة العربية السعودية لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حتى يتحقق هذا الهدف”.
وقال بن سلمان، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس وزراء المملكة، إن حكومته تدين “الجرائم” التي ارتكبتها إسرائيل وتشكل انتهاكًا للقانون الدولي، مضيفًا “القضية الفلسطينية تشكل أولوية قصوى للمملكة العربية السعودية، ونؤكد رفض المملكة وإدانتها الشديدة للجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، في تجاهل للقانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة”.
وأضاف “نقدم شكرنا للدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيدًا للشرعية الدولية، ونحث بقية الدول على اتخاذ خطوات مماثلة”.
كانت السعودية وإسرائيل تحرزان تقدمًا في تطبيع العلاقات قبل أحداث 7 أكتوبر والتي تلتها حرب إسرائيل على غزة منذ ذلك الحين.
قبل أسابيع من 7 أكتوبر، قال بن سلمان إن علاقات المملكة مع إسرائيل تقترب “كل يوم” وسط علامات واضحة على التطبيع الفعلي في مجالات مختلفة بما في ذلك الدفاع والتكنولوجيا.
كانت المحادثات بشأن تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل بقيادة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أعقاب نجاح الصفقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان في عامي 2020 و2021، كجزء من الاتفاقيات التي توسط فيها الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.
وبالرغم من وصول محادثات التطبيع إلى مستويات متقدمة، كان المسؤولون السعوديون يؤكدون تمسكهم بإقامة دولة فلسطينية كشرط أساسي لإتمام الصفقة.
وقال الأمير خالد بن بندر، السفير السعودي في لندن، في يناير/كانون الثاني إن اتفاق التطبيع “قريب”، لكن المملكة أوقفت المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف الدبلوماسي: “كنا قريبين من التطبيع، وبالتالي قريبين من الدولة الفلسطينية… لا يأتي أحدهما دون الآخر… التسلسل، وكيفية إدارته، هذا ما تمت مناقشته”.
كما قالت وزارة الخارجية السعودية في فبراير/شباط إنه لن يتم التطبيع بدون وقف إطلاق النار والتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية.
ومع ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في أبريل/نيسان إن واشنطن والرياض انخرطتا في دبلوماسية مكثفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول للتوصل إلى اتفاق التطبيع وأن الاتفاق يقترب من “الاكتمال”.
وعلى الرغم من التعليقات الرسمية الداعمة للدولة الفلسطينية، قامت الحكومة السعودية باعتقال أي شخص ينتقد إسرائيل على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن تصريحات محمد بن سلمان الأخيرة كانت مفاجئة لكثير من المراقبين خاصة وأن الإدارة الأمريكية كانت تروج طوال الفترة الأخيرة إلى أن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل قاب قوسين أو أدنى!
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا