ألقى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة على منصة الأمم المتحدة دلت على إصرار الاحتلال على الاستمرار في العدوان على جميع الجبهات حيث أعلن عن التزامه بمواصلة القتال حتى تحقيق ما يسمى “النصر الكامل”. 

تناول نتنياهو في خطابه عدة ملفات حيوية، بما في ذلك ما أسماه التهديدات الإيرانية، موقف حكومته من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وكذلك آفاق التطبيع مع السعودية. 

نتنياهو الذي يلقى للمجتمع الدولي أي اعتبار تحد العالم من جديد مستعينا بالدعم الأمريكي حيث ألقى خطايا بعدما غادرت عدد من الوفود الدبلوماسية القاعة في إشارة إلى احتجاجها على مواقفه، مما يعكس تباين ردود الفعل حول سياساته وأفكاره.

كما حملت كلمته عدة دلالات واستعان في ذلك بإبراز الخرائط التي أثارت لغطا كبيرا وعبرت عن نفسيته المتطرفة.

كابوس المقاومة لنتنياهو

افتتح نتنياهو خطابه بالتأكيد على ما يعتبره تهديدات إيران للمنطقة، حيث حذر طهران من أن  الاحتلال سيرد على أي هجوم، وقد قال: “إذا قصفتمونا، فسنقصفكم”.

نتنياهو تحدى طهران مشددا على أن لا مكان في إيران لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه، هذه التصريحات توضح تصميم نتنياهو على الاستمرار في العدوان، وتعكس قلقه من الأنشطة الإيرانية في المنطقة.

كما تطرق نتنياهو إلى الوضع في غزة، مطالبًا حركة حماس بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ووجه لها رسالة مباشرة بالقول: “أفرجوا عنهم”، وأكد على أن وجود حماس في السلطة يمنع إعادة إعمار غزة، معربًا عن أن القتال ضدها سيستمر حتى يتم القضاء عليها، مما يعكس استمرار الصراع الدائر في المنطقة.

تصريحات نتنياهو حول حركة المقاومة الإسلامية حماس تحمل دلالات انهزامية فعلى الرغم من تحقيقه بعض النجاحات الاستراتيجية في الجبهة الشمالية إلا أن كتائب القسام تبقى هي الكابوس الأكبر بالنسبة لنتنياهو.

اتفاق مع بن سلمان

في سياق حديثه عن العلاقات الإسرائيلية-السعودية، أشار نتنياهو إلى أهمية هذه العلاقات، واصفًا إياها بأنها ستشكل “مصالحة بين الإسلام واليهودية”، كما اعتبر نتنياهو أن التطبيع مع السعودية سيؤدي إلى “طفرة في الأمن والاقتصاد” لكلا البلدين، وسيعزز من الاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، كان لافتًا أن مقعد السعودية كان خاليًا أثناء حديثه، مما يعكس التحديات التي تواجهها هذه القضية.

نتنياهو أكد أن الاتفاقيات الإبراهيمية التي تم توقيعها قبل أربع سنوات ساهمت في تغيير ديناميات المنطقة، مشددًا على فوائد السلام مع السعودية في مجالات متعددة مثل الطاقة والزراعة والذكاء الاصطناعي. كما اعتبر أن أي تقدم نحو السلام يجب أن يكون جزءًا من تحالف أوسع يتضمن الولايات المتحدة ودول عربية أخرى.

نتنياهو شدد على أن السابع من أكتوبر كانت السبب الأبرز في توقف عملية التطبيع مع السعودية حمل بيده خريطتين إحداهما تحمل اللون الأسود وبها لبنان وسوريا وإيران والأخرى تحمل اللون الأخضر وبها مصر والسعودية والإمارات دلالة على شراكة تلك الأنظمة مع نتنياهو.

الخلاصة أن نتنياهو المهزوم المأزوم كما وصفه أبو عبيدة المتحدث باسم القسام يتحدى العالم والمجتمع الدولي ويمضي في عدوانه لكنه في الوقت ذاته يحاول يستميل بعض الدول بفزاعة الإرهاب.

اقرأ أيضًا : قضوا في حادث أم قتلوا في السودان.. الحقيقة وراء مصرع الجنود الإماراتيين