نشر الكاتب الصحفي الأمريكي “بوب وودوارد” كتابًا جديدًا بعنوان “الحرب” تناول فيه ما يحدث خلف الكواليس والأبواب المغلقة لبعض اللحظات والأحداث الأكثر أهمية في السياسة العالمية في الآونة الأخيرة.

من خلال المقابلات والبحوث المكثفة، يقدم وودوارد رؤى شديدة الدقة حول كيفية تعامل الرئيس جو بايدن وإدارته مع القضايا المعقدة – من الحرب الجارية في أوكرانيا إلى العلاقات المتوترة مع زعماء العالم، خاصة في الشرق الأوسط. كما يسلط الكتاب الضوء على آراء بايدن الشخصية وقراراته بشأن الصراعات العالمية عالية المخاطر، بالإضافة إلى العلاقات بين شخصيات رئيسية أخرى، مثل علاقة الرئيس السابق دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

كما يتعمق الكتاب في إحباطات بايدن الخاصة واللغة الغامضة عند التحدث عن العلاقة مع زعماء العالم مثل بنيامين نتنياهو وفلاديمير بوتن. يكشف وودوارد عن انتقادات بايدن القاسية لتعامل نتنياهو مع الحرب في غزة، بما في ذلك المحادثات الساخنة التي تؤكد على الطبيعة المتوترة لعلاقتهما. وعلى نحو مماثل، يكشف إدانة بايدن القوية لتكتيكات بوتن ومخاوفه بشأن التصعيد النووي عن مدى الخطورة التي يتعامل بها مع التهديد الروسي.

الكتاب كذلك أفرد مساحة خاصة للحديث عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، متناولًا علاقته مع كبار المسؤولين الأميركيين، خاصة في أعقاب حرب غزة الأخيرة والتصعيد المتزايد من قبل إسرائيل. مع بداية الحرب، قام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن برحلة سريعة إلى الشرق الأوسط لحشد الدعم الإنساني لغزة، وبعد رحلة مرهقة وصل أخيرًا إلى المملكة العربية السعودية، وكان وقتها منهكًا للغاية. لكن ولي العهد، وهو طائر ليلي، أبقى بلينكن وفريقه مستيقظين طوال الليل قبل الاجتماع، مما أثار استياء بلينكن الذي وصفه بأنه “ليس أكثر من طفل مدلل”، في إشارة إلى عادة ولي العهد في جدولة اجتماعات في وقت متأخر من الليل، مما يجبر الفريق الأميركي على العمل طوال الليل.

يناقش كتاب وودوارد أيضًا موقف محمد بن سلمان من الدولة الفلسطينية، والذي أوضح أن الأمير السعودي يبدو مترددًا من خلال عدد من المحادثات والتصريحات التي دللت على ذلك. في إحدى المحادثات مع بلينكن، سأله وزير الخارجية الأمريكي عن موقفه من إقامة دولة فلسطينية قبل عقد صفقة تطبيع مع إسرائيل، فقال له وهو ينقر على قلبه “هل أنا حقًا أريد ذلك؟ في الحقيقة لا أهتم كثيرًا بها…هل أنا بحاجة للاهتمام بذلك؟ بالتأكيد”. يعكس هذا المنظور النهج البراغماتي الذي يتبناه محمد بن سلمان في التعامل مع السياسة الإقليمية، ويشير إلى أن اهتمامه بالقضية الفلسطينية مدفوع بالضرورة أكثر من الرغبة الحقيقية في التمسك بها أو إنقاذ فلسطين.

وفي موقف آخر كشف جانبًا آخرًا من شخصية بن سلمان، يروي وودوارد مشهدًا مع السيناتور ليندسي غراهام. قال غراهام لمحمد بن سلمان أثناء زيارته للزعيم السعودي في مارس/آذار: “مرحبًا، دعنا نتصل بترامب”. حينها طلب محمد بن سلمان من مساعده إحضار حقيبة بها حوالي 50 هاتفًا خلويًا – burner phones- وأخرج واحدًا مكتوبًا عليه “ترامب 45”.

في كتابه “الحرب”، يرسم وودوارد صورة لمحمد بن سلمان باعتباره معقدًا وردود أفعاله غير متوقعة بنسبة كبيرة، ويُظهر كذلك الديناميكيات المعقدة التي تشكل العلاقات الأمريكية السعودية. ومن خلال الحكايات الكاشفة والحوارات الخاصة جدًا، يلتقط وودوارد التوازن الهش الذي يتعين على زعماء العالم الحفاظ عليه وهم يواجهون القضايا العالمية، وكل ذلك في حين يتعاملون مع إحباطاتهم وتطلعاتهم الخاصة.

للاطلاع على النص الأصلي كاملًا من المصدر اضغط هنا