تتوالى الشهادات التي تكشف عن انخراط جنود اماراتيين في عمليات القمع الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي توصف بأنها جرائم إبادة ضد الإنسانية. 

وأفاد عدد من المدنيين الفلسطينيين أن قوات إماراتية شاركت في حملات الاعتقال والتنكيل بالمعتقلين الفلسطينيين، بل وأشرف بعضهم على الاستجوابات بلهجة إماراتية واضحة. 

ومن بين الشهادات ما أفاد به معتقلون حول رؤية جنود يرتدون زيًا إماراتيًا ويشاركون في استجوابات داخل مراكز الإيواء في غزة، حيث كانت الدبابات تحمل العلمين الإسرائيلي والإماراتي، مما يشير إلى تنسيق كامل بين الطرفين.

ليست المرة الأولى التي يرفع فيها اللثام عن خيانة الإمارات لكنها المرة الأولى التي تأتي الشهادات من الداخل الفلسطيني لتكشف عن تواطؤ كامل وخيانة بن زايد مكتملة الأركان.

خطة لما بعد الحرب

في الوقت الذي يواجه فيه الاحتلال الإسرائيلي إدانات دولية بسبب الجرائم المستمرة في فلسطين، تسعى الإمارات إلى تقديم دعم فعلي للسياسة الإسرائيلية عبر التنسيق في “خطة ما بعد الحرب”. 

وتتمحور هذه الخطة حول تأسيس نظام أمني بديل في غزة، يديره تحالف تقوده الإمارات وإسرائيل، وهو ما أكده مسؤولون أميركيون وقد عبّر مسؤولون أميركيون، ممن شاركوا في المشاورات، عن قلقهم من كون هذه الخطة.

تحالف إسرائيلي-إماراتي ضد غزة

تهدف تحركات الإمارات إلى تهميش القيادة الفلسطينية لصالح تحالف إسرائيلي-إماراتي، حيث تعمل دولة بن زايد على تقديم مقترحات تشمل إرسال جنود إماراتيين إلى غزة ضمن قوات دولية تسعى للسيطرة على القطاع تحت ذريعة توفير الأمن وتقديم المساعدات.

كذلك لم تقتصر المشاركة الإماراتية على دعم الاحتلال، بل شملت جهودًا لإقصاء أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة، وتستهدف الخطة جعل غزة تحت إدارة جديدة بعيدًا عن أي مشروع فلسطيني سيادي. 

لكن من المثير للاهتمام أن نتنياهو أبدى موافقته على أغلب جوانب الخطة الإماراتية، ما عدا تلك التي تتعلق بمشاركة السلطة الفلسطينية أو السعي لحل الدولتين.

الخلاصة أن الإمارات باتت تخطط لنتنياهو وهي تعمل كوكيل له في الشرق الأوسط ولا تخجل من إبراز الخيانة التي تتكشف يوما بعد يوم، فلولا مساندة بن زايد ما كان لنتنياهو أن يستمر في حربه حتى الآن.

اقرأ أيضًا : ينجو من الصواريخ ليقتل بالمساعدات.. قصة طفل قتلته الإمارات!