بينما تسعى السعودية بقوة لاستضافة كأس العالم لعام 2034، تنكشف معاناة آلاف العمال المهاجرين الذين يعملون في ظل ظروف شديدة القسوة وتحت ضغوط هائلة. 

إذ نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تفاصيل مروعة عن حياة بعض هؤلاء العمال الذين لقوا حتفهم وسط مشاريع بناء ضخمة تهدف إلى إبهار العالم وتحقيق “رؤية 2030”. 

تلك الرؤية التي تُلهم بها السلطات السعودية العالم بوعود التحديث، تُبنى على حساب أرواح البشر ومعاناتهم، لكن ولي العهد السعودي يسعى الأن لغسل جرائمه عبر كرة القدم وبتواطؤ من الفيفا.

إحصائية مفزعة

وفقًا لتقارير حقوقية، فإن أعداد العمال الآسيويين الذين لقوا حتفهم بين عامي 2010 و2020 قد تجاوزت 6751، وسط شحّ في المعلومات حول ضحايا الدول الإفريقية. 

يُضاف إلى ذلك، 21000 عامل من نيبال وبنغلاديش والهند فقدوا حياتهم في السعودية منذ بدء تنفيذ “رؤية 2030” في عام 2016. وفي فيلم وثائقي أعدته قناة “ITV” البريطانية، كشف عن تفاصيل قاتمة حول ظروف العمل السيئة في مشروع مدينة نيوم، حيث يُجبر العمال على ساعات عمل طويلة دون راحة، ويتعرضون لانتهاكات جسيمة، حتى أن بعضهم وصف حياته بأنها “تشبه حياة العبيد”.

نيوم: نموذج صارخ للانتهاكات

مشروع نيوم، الذي تسعى السعودية للتباهي به كمعلم حضري مستقبلي، يأتي بثمن باهظ؛ إذ تم إخلاء أراضٍ يسكنها قبائل الحويطات المحلية قسرًا تعرّض الكثيرون منهم للطرد الوحشي من منازلهم.

كما تُركت أراضيهم لتحترق تحت ضغط مشروعات البناء العملاقة، مما يعكس تجاهل السلطات لأي اعتبار إنساني لتحقيق مصالحها الاقتصادية ومكانتها العالمية.

فيما يتزايد القلق بين الأوساط الحقوقية من حجم المعاناة المرتبطة بمشاريع “رؤية 2030” التي تبدو في ظاهرها حضارية، لكنها تُبنى على أجساد العمال، وبينما تتحرك الفيفا لتصويت يمنح السعودية استضافة البطولة، تتصاعد المخاوف من أن يساهم هذا القرار في تكريس ثقافة استغلال العمالة الوافدة.

الخلاصة أن محمد بن سلمان يسعى الآن للتغطية على جرائمه الفظيعة وانتهاكاته في مجال حقوق الإنسان وذلك بتواطؤ من الفيفا التي تتغاضي عن إحصائية مفزعة لانتهاكات المملكة في حقوق العمال.