العدسة _ إبراهيم سمعان

كشف موقع “آي نيوز” البريطاني أن السعودية، وغيرها من النظم الاستبدادية التي لديها سجلات سيئة في مجال حقوق الإنسان، أنفقت ما يقرب من 700 ألف جنيه إسترليني في السنوات الخمس الماضية على رحلات فاخرة لأعضاء مجلس العموم البريطاني، ما يعضد المزاعم بأن السياسيين البريطانيين يجري استخدامهم في تبييض سمعة بعض أكثر النظم القمعية في العالم.

وأوضح الموقع أن تحليلا للمنح التي تلقاها برلمانيون أظهر أن مجموعة من 9 دول من البحرين إلى أذربيجان أنفقوا بسخاء على أنشطة ضيافة كلفت 660762 جنيها إسترلينيا على 182 برلمانيا منذ 2013 ـ أي بمتوسط 4 آلاف جنيه إسترليني على كل مستفيد من الامتيازات تتضمن رحلات طيران على الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال وفنادق 5 نجوم.

ولفت الموقع البريطاني إلى أن أكثر من 80 % من النواب المشاركين في الرحلات ينتمون إلى حزب المحافظين.

ومضى يقول “كانت السعودية هي المنفق الأكبر”، موضحا أن هذه المملكة يصل ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان الأسبوع المقبل إلى لندن في زيارة يتوقع أن تكثف الحكومة البريطانية خلالها التعاون مع الدولة الغنية بالنفط في مجالات تمتد من الدفاع إلى التعليم في إطار مجهودات تُبذل من أجل تعزيز التجارة في مرحلة ما بعد البريكيست.

وأضاف الموقع البريطاني “ارتفع المبلغ الذي أنفقه السعوديون على استضافة النواب 3 أضعاف تقريبا في 2017 إلى 94 ألف جنيه إسترليني، بما فيها تكلفة رحلات على درجة رجال الأعمال ووجبات عشاء فاخرة”.

وتابع “على مدى السنوات الخمس الماضية، أنفقت المملكة 197 ألف جنيه إسترليني على بعثات تقصي حقائق وجولات ثنائية لـ 41 نائبا لتعزيز العلاقات الدبلوماسية الثنائية السعودية البريطانية”.

وأردف “كما أنفقت الإمارات 124 ألف جنيه إسترليني منذ 2013، فيما أنفقت البحرين 116 ألف جنيه إسترليني”.

ونقل عن نواب بارزين شاركوا في هذه الزيارات قولهم إن الجولات كانت حيوية من أجل إجراء تقييم يستند إلى معلومات بخصوص البلدان التي تخضع تصرفاتها لتدقيق من البرلمان وكذلك بهدف التواصل مع أنظمتها لتشجيع الإصلاح.

وتابع الموقع “لكن منظمات حقوقية قالت إن الإنفاق أثار مخاوف جدية من حملة علاقات عامة متضافرة تستهدف النواب بغرض تحسين صورة الأنظمة القمعية في الشرق الأوسط”.

ونوه “أي نيوز” بأن السعودية والإمارات اللتين تتعرضان لانتقادت بسبب أدوارهما البارزة في الحملة العسكرية المستمرة في اليمن، وهو النزاع الذي باعت فيه بريطانيا أسلحة للسعوديين تقدر بـ 1.9 مليار جنيه إسترليني.

ونقل عن دونكان هاميس، مدير السياسة في منظمة الشفافية الدوية في بريطاينا، قوله “بينما يحتاج العالم الحديث الانحراط مع قوى أجنبية متنوعة كل منها سمعته، لكن على ما يبدو بعض النواب حريصون على الترفيه في رحلات باهضة ومدفوعة، وكثير منها على ما يبدو منبت الصلة بمهامهم البرلمانية. هذا في أحسن الأحوال يعكس ضعفا في تقييمهم، وفي أسوأها يضمن كلمات تشيد بنظم فاسدة وقمعية”.

كما نقل عن أندرو سميث، من حملة ضد تجارة الأسلحة، التي حصلت على الأرقام، قوله “هذا تبيض سمعة. هذه النظم لا تنفق الكثير من المال على الرحلات الباهظة والفنادق لنواب كي تكون ودودة. هم يقومون بذلك للفوز بأصدقاء وزيادة نفوذها في ويستمنستر. إذا كان النواب يقفون في صف الديمقراطية وحقوق الإنسان فينبغي عليهم ألا يقبلوا بهذه الرحلات والضيافة من طغاة ونظم استبدادية”.