قام رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بتحديد يوم 9 يناير 2025، موعدا لعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، بعد أشهر من التعثر السياسي والعدوان الإسرائيلي وثلاث سنوات من شغور المنصب بسبب غياب التوافق بين الفرقاء السياسيين.

جاء ذلك في كلمة له الخميس “في مستهل الجلسة التشريعية التي افتتحت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء”، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.

كذلك قال بري: “كنت آليتُ على نفسي أنه فور وقف إطلاق النار سأحدد موعدا لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، فأنا أعلن منذ الآن تحديد جلسة في 9 كانون الثاني”.وذكرت الوكالة أن جلسة اليوم “افتتحت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء” الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي تصاعد منذ أيلول/ سبتمبر الماضي.

وتابع بري أن الجلسة المزمع عقدها “ستكون مثمرة، وأعطينا مهلة شهر للتوافق فيما بيننا (على اسم مرشح يُنتخب للمنصب)، وسأدعو سفراء الدول لحضورها”.

طبقًا للدستور، فإنه يُنتخب رئيس جمهورية لبنان من نواب البرلمان، لكن الانقسامات وعدم التوافق السياسي يحول دون تحقيق ذلك بسبب فقدان النصاب الدستوري لعقد جلسة انتخاب أو عدم حصول أي من المرشحين على النسبة المطلوبة من أصوات النواب.

بالنسبة للنصاب القانوني في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية هو ثلثا عدد أعضاء المجلس النيابي في الجلسة الأولى (86 نائبا) وهو نفس الرقم المطلوب للفوز، فيما يُكتفى بالغالبية المطلقة (النصف +1) في دورات الاقتراع التي تلي (65 نائبا من 128).

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، فشل البرلمان في عدة جلسات عقدها في انتخاب رئيس جديد؛ جراء خلافات بين الفرقاء السياسيين في البلد.

وفي 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وعد الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، في كلمة متلفزة، بتقديم “مساهمة فعّالة لانتخاب رئيس للجمهورية عبر مجلس النواب تحت سقف اتفاق الطائف، بالتعاون مع القوى السياسية”.

و”اتفاق الطائف” وقعته قوى لبنانية في مدينة الطائف السعودية عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 سنة.

وبموجبه، أُعيد توزيع السلطات بين الطوائف اللبنانية لتعزيز المشاركة السياسية، حيث نُقلت بعض صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء والبرلمان، وأضحت مراكز السلطة توزع مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، بدلا من النظام السابق الذي كان يميل لصالح المسيحيين.ويأتي إعلان موعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، غداة وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه فجر الأربعاء، لينهي قصفا متبادلا بدأ في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ثم تحول إلى حرب واسعة في الشهرين الأخيرين.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 3 آلاف و823 شهيدا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، وفق بيانات رسمية لبنانية.

في المقابل قُتل 124 إسرائيليا بينهم 79 جنديا، وتعرض أكثر من 9 آلاف مبنى و7 آلاف سيارة لتدمير كامل في شمال إسرائيل بفعل نيران “حزب الله” منذ سبتمبر الماضي، وفق القناة “12” وصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريتين.

اقرأ أيضًا : سكان الجنوب اللبناني يعودون لديارهم رغم تحذيرات جيش الاحتلال