انتشرت تقارير كثيرة في الأيام الماضية تُكذب تقرير شبكة CNN حول مساهمة طاقمها بقيادة المذيعة “كاريسا وارد” في تحرير أحد المعتقلين من سجون النظام السابق، وبالفعل أكدت كافة الأدلة أن هذا السجين ما هو إلا أحد عناصر الأمن في نظام المخلوع بشار الأسد شارك وأشرف على عمليات اعتقال وتعذيب للمدنيين خلال فترة الحرب السورية.
وحسب ما تم التوصل إليه من قبل “منصة تأكد”، فإن هذا الشخص يُدعى سلامة محمد سلامة، ويعمل ملازم أول في المخابرات الجوية السورية، اتفق أو ضلل طاقم CNN ليقودوه خارج السجن الأسبوع الماضي في مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وأضافت المنصة أن سلامة لديه أيضًا تاريخ طويل من جرائم الحرب والتعذيب والاعتداء على مدنيين.
لقد أثار مقطع الفيديو لعملية الإنقاذ “المزعومة” الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وبالفعل قام العديد من المحققين ومنصات التأكد من الحقائق بفحص والتدقيق في كل التفاصيل المتعلقة بمظهر سلامة ورد فعله عند الخروج من السجن، ما دفع شبكة CNN فتح تحقيق في الأمر، أو ما أسمته “تحقيق في كيفية خداع مراسليها”.
مختبئًا وحيدًا في سجن فارغ
عثر طاقم البث على سلامة داخل زنزانة، كانت هي الوحيدة المغلقة في منشأة سرية في دمشق تم إخلاؤها بالفعل، قال عنها الفريق إنها أحد السجون السرية.
وقال الطاقم، الذين كانوا يبحثون عن آثار الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس، إنه ثم طُلب منهمإيقاف تشغيل الكاميرا الخاصة بهم بينما أطلق أحد المتمردين النار على قفل باب الزنزانة، مع العلم أنه في كافة السجون والمنشآت الأخرى لم يطلب أي من الثوار من المدنيين عدم تصوير لحظة فتح قفل باب الزنزانة.
بعد ذلك أظهرت اللقطات زنزانة فارغة، تبدو نظيفة تمامًا، باستثناء بطانية ملقاة في الزاوية، يسحب جندي مسلح البطانية، مما يكشف بشكل درامي عن رجل يجلس على الفور ويرفع يديه في خوف، وقد عرف الرجل نفسه باسم “عادل غربال”.
لكن منصة “تأكد” قالت إنه حسب البحث والتقصي لم يكن هناك سجل لعادل غربال في المنطقة – مما قاد مدققي الحقائق إلى هويته الحقيقية.
لا توجد علامات تعذيب عليه
ما لفت انتباه “منصة تأكد” هو عدم وجود إصابات واضحة على سلامة على الرغم من ادعائه أنه كان محتجزًا في الحبس الانفرادي داخل السجن في مقر المخابرات الجوية السورية. وجاء في تقريرهم “لقد بدا نظيفًا ومهندمًا وجسده بحالة صحية سليمة، ولم تظهر عليه أي إصابات أو علامات تعذيب – وهو تصوير غير متجانس لشخص يُزعم أنه احتُجز في الحبس الانفرادي في الظلام لمدة 90 يومًا”.
سارع العديد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا إلى الإشارة إلى مظهره النظيف عند مقارنته بصور سجناء آخرين تم إطلاق سراحهم كانوا في حالة يرثى لها ويعانون من سوء التغذية، وتنتشر جروح وسدحات في جميع أنحاء أجسادهم.
لم يبد أي رد فعل على أول لمحة لأشعة الشمس بعد 90 يومًا
كان هناك مؤشر رئيسي آخر على كذب سلامة وهو حقيقة أنه لم يظهر أي رد فعل كبير لأشعة الشمس عندما رافقته المذيعة “وارد” وفريقها خارج السجن.
وقد جاء في تقرير منصة “تأكد” لم يرتجف أو يرمش حتى عندما نظر إلى السماء” على الرغم من قوله إنه لم ير ضوء الشمس لمدة ثلاثة أشهر.
من هو سلامة محمد سلامة
بعد انتشار فيديو “تحريره” من السجن، أعلنت منصة “تأكد” أن الرجل في مقطع فيديو CNN هو سلامة محمد سلامة، عمل في عدة نقاط تفتيش أمنية في حمص وكان متورطًا في السرقة والابتزاز وإرغام السكان على أن يصبحوا مخبرين لنظام الأسد.
كما قتل مدنيين خلال الحرب الأهلية السورية في عام 2014 – وحسب شهادات الأهالي فإنه احتجز وعذب الشباب بتهم زائفة، وبسبب رفض العديد منهم دفع الرشاوى له.
ويقول السكان المحليون إنه كان محتجزًا في السجن حيث تم اكتشافه لمدة تقل عن شهر بسبب نزاع مع ضابط رفيع المستوى حول تقاسم الأموال التي تم الحصول عليها من عمليات الابتزاز.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا