في إطار تطور العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، كشفت مصادر دبلوماسية عن خطة استراتيجية مشتركة تهدف إلى تمكين إسرائيل من تواجد عسكري على حدود المملكة العربية السعودية من خلال شن هجوم على العاصمة اليمنية صنعاء.

يأتي هذا التحرك ضمن محاولات مشتركة لإضعاف جماعة أنصار الله “الحوثيين” ومعاقبتهم على دعمهم المتواصل للمقاومة الفلسطينية في غزة بعد أكثر من عام من الإسناد للمقاومة الفلسطينية.

وتشير التقارير إلى أن الإمارات تعمل على تمويل الحملة، بينما تقدم إسرائيل الدعم الاستخباري والجوي، وسط تحركات عسكرية تقودها قوات تابعة لطارق عفاش، أحد أبرز حلفاء أبوظبي في اليمن.

 

تحركات مشبوهة 

خلال الأيام الماضية، رُصدت تحركات لافتة لقوات طارق عفاش باتجاه صنعاء، حيث تتمركز في المناطق الحدودية ضمن استعدادات للهجوم المرتقب وتزامنت هذه التحركات مع تقارير عن تكثيف الأنشطة الاستخبارية الإسرائيلية، التي تستهدف البنية العسكرية لجماعة الحوثي. 

كشفت مصادر حوثية عن اعتقال جواسيس مرتبطين بأجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، كانوا يسعون لجمع معلومات حساسة عن مواقع الصواريخ والطائرات المسيّرة التابعة للجماعة، بالإضافة إلى استهداف القيادات السياسية والعسكرية. 

هذه الأنشطة تُظهر حجم التنسيق بين الإمارات وإسرائيل لتعزيز ضرباتهم ضد الحوثيين، لكن في الساحل الغربي لليمن، تتوالى التقارير عن تحركات عسكرية تديرها الإمارات بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا. 

الهدف من هذه التحركات، بحسب المصادر، هو إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قوات صنعاء، بمشاركة مرتزقة سودانيين وفصائل موالية للإمارات. تأتي هذه الخطط وسط مزاعم بفتح جبهات جديدة لإشغال قوات صنعاء ومنعها من دعم المقاومة الفلسطينية التي تواجه تصعيداً إسرائيلياً غير مسبوق في غزة.

تجنيد الجماعات المتطرفة

وفي تطور مثير للجدل، أشار دبلوماسيون إلى أن الإمارات جندت عناصر متطرفة، بما في ذلك أعضاء من تنظيم “داعش”، لتنفيذ هجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر. الهدف من هذه التحركات هو خلط الأوراق وخلق حالة من الفوضى التي تخدم الأجندة الإسرائيلية، في ظل الهجمات المستمرة لجماعة الحوثي على السفن المتجهة إلى إسرائيل.

في مواجهة هذه المخططات، أصدرت القوات المسلحة اليمنية بيانات تحذر فيها من مغبة أي تدخل عسكري جديد ضد اليمن. وأكدت أن أي دولة تشارك في الهجمات ستكون ضمن بنك الأهداف، متوعدة برد قاسٍ ومؤلم. تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف التدخلات الخارجية في اليمن التي تزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية في البلاد.

تعكس هذه التحركات طموح الإمارات لتعزيز شراكتها مع إسرائيل على حساب الاستقرار الإقليمي. فمن خلال تمويل العمليات العسكرية والتجسسية، تسعى أبوظبي لإثبات ولائها لحليفتها الجديدة إسرائيل، بينما تتجاهل التداعيات الكارثية لهذه المخططات على الشعب اليمني.

الخلاصة أن الشراكة الإماراتية الإسرائيلية في اليمن تعد مثالاً صارخاً على استخدام التحالفات العسكرية لتحقيق أهداف سياسية ضيقة على حساب شعوب المنطقة، كما أن استمرار هذه المخططات يشكل تهديداً ليس فقط لليمن بل لأمن المنطقة بأسرها، مما يتطلب تحركاً دولياً للحد من هذه التدخلات.

اقرأ أيضًا : تهم بن زايد الجائرة التي سرقت سنين المعتقلين في السجون.. تعرف عليها