قال جو بايدن في مقابلة مع قناة “إم إس إن بي سي” إنه طلب من بنيامين نتنياهو في بداية الحرب اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب قتل المدنيين، ومع ذلك، ورغم اعترافه بارتكاب نتنياهو هذه المجازر، دافع بايدن عن دعمه الثابت والمستمر لإسرائيل خلال هذه الحرب دون إبداء أي ندم.

وقال بايدن، في آخر مقابلاته التليفزيونية كرئيس، إنه في الأيام التي أعقبت بدء الحرب في غزة، طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم قتل المدنيين واستيعاب مخاوف الفلسطينيين، موضحًا أنه أكد له دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل.

تسببت الحرب التي استمرت 15 شهرًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، فضلًا عن تهجير معظم سكان غزة البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة، جميعهم هُجروا مرة واحدة على الأقل، فيما هُجر البعض لأكثر من مرة، بالإضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة في جزء كبير من القطاع.

وبعد أكثر من 15 شهرًا، تم الإعلان أخيرًا عن اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت الأربعاء الماضي، قبل يوم من مقابلة بايدن، وزرع هذا الاتفاق الآمال في أن ينتهي الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة. وبموجب الاتفاق، سيتم إطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة.

قال بايدن، الذي وضع اتفاق وقف إطلاق النار على الطاولة في مايو/أيار الماضي، إنه أخبر نتنياهو مرارًا وتكرارًا أنه “يجب عليه إيجاد طريقة لاستيعاب المخاوف المشروعة للفلسطينيين، واصفًا نتنياهو بالصديق، مع ذلك قال: “نحن لا نتفق كثيرًا مؤخرًا”.

يُذكر أن معارضو نتنياهو، ومنهم بعض عائلات الرهائن الذين ضغطوا من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قد اتهموه بتعمد تعطيل المفاوضات لإطالة أمد الحرب. ولم يجب بايدن بشكل مباشر عندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن نتنياهو فعل ذلك فعلًا، لكنه قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي تعرض لضغوط سياسية من اليمين الإسرائيلي، وأُجبر على “القيام ببعض الأشياء التي أرى أنها كانت في غير محلها”.

وللتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وجه الرئيس المنتخب دونالد ترامب وبايدن مستشاريهما للعمل معًا، وقال بايدن في المقابلة التي أجريت يوم الخميس إنه لم يجر أي مناقشات مع ترامب بشأن المفاوضات خلال الأسبوعين الماضيين.

وذكر بايدن أن المرة الأولى التي حث فيها السيد نتنياهو على منع قتل المدنيين كانت خلال زيارة لإسرائيل بعد نحر 10 أيام من أحداث 7 أكتوبر 2023، مضيفًا أنه أخبر رئيس الوزراء أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل، لكن “لا يمكنك قصف هذه المجتمعات بطريقة عشوائية”.

كانت حملة القصف الإسرائيلية واحدة من أكثر الحملات كثافة في حروب القرن الحادي والعشرين، وقد استخدمت القوات الإسرائيلية أسلحة ثقيلة وقنابل متفجرة تسببت في أضرار بالغة على المستوى البشري والمادي.

خلال المقابلة، أكد بايدن دعمه الثابت لإسرائيل طوال الحرب، ودافع عن موقفه، حيث قال “عندما اعتقدت إيران أنها ستزيح إسرائيل عن الخريطة، وحاولت مهاجمتها بآلاف الصواريخ، لكننا لم نسمح بحدوث ذلك”.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا