رغم المحاولات الإعلامية الرسمية لتلميع صورة دولة الإمارات المتحدة باعتبارها وسيطًا داعمًا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، إلا أن الحقائق الميدانية تشير إلى عكس ذلك.

التحقيقات أظهرت أن الإمارات تحولت إلى محطة إسناد جوي رئيسية لإسرائيل خلال الحرب، في وقت علّقت فيه العديد من دول العالم رحلاتها الجوية مع تل أبيب تضامنًا مع الفلسطينيين.

فيما كشف تحقيق نشرته مبادرة “تفنيد لتدقيق المعلومات وصحافة البيانات” عن الدور البارز للإمارات في دعم إسرائيل عبر خطوط الطيران. ففي عام 2023، سُجلت 4892 رحلة ركاب بين الإمارات وإسرائيل، بينما استمر النشاط في 2024 رغم الحرب، حيث بلغت الرحلات 4793 حتى نوفمبر، جميعها بين مطار بن غوريون ومطارات إماراتية.

جدير بالذكر أن شركات الطيران الإسرائيلية خفضت رحلاتها إلى الإمارات بسبب الحرب، بينما زادت شركات إماراتية مثل “فلاي دبي” عدد رحلاتها، ما يعكس دورًا متناميًا للإمارات في تعزيز التعاون مع الاحتلال بدلاً من تقليصه.

خطوط إمداد جوي لنقل البضائع

لم يتوقف الدعم الإماراتي عند حركة الركاب فقط، بل امتد ليشمل خطوط الشحن الجوي. فقد فعّلت الإمارات خط إمداد للبضائع مع إسرائيل فور اندلاع الحرب، حيث تم تخصيص 10 رحلات دائمة لنقل البضائع.

فيما سُجلت 233 رحلة شحن بين البلدين حتى نهاية نوفمبر 2024. الجدير بالذكر أن 149 رحلة منها كانت لنقل البضائع من دبي إلى تل أبيب، مقارنة بـ84 رحلة فقط في الاتجاه العكسي.

يشار إلى أن هذا التفاوت في أعداد الرحلات يعكس أولوية الإمارات في تزويد إسرائيل بالإمدادات، مما يثير تساؤلات حول طبيعة تلك الشحنات ومدى ارتباطها بتعزيز قدرات الاحتلال خلال عدوانه على غزة.

دور الشركات الإماراتية للاحتلال

أظهرت الإحصائيات أن الإمارات لم تكتفِ بدور الوسيط بل أصبحت شريكًا أساسيًا في شحن البضائع لإسرائيل، حتى على الخطوط الدولية. مثال ذلك شركة “تشالينج آيرلاينز” الإسرائيلية التي استخدمت الإمارات كنقطة عبور رئيسية بين هونغ كونغ والهند وإسرائيل.

في عام 2024، انخفض عدد الرحلات المباشرة بين هونغ كونغ وإسرائيل بسبب الحرب، لكن الإمارات تدخلت كحلقة وصل، حيث شهد مطار آل مكتوم في دبي استقبال 79 رحلة شحن من هونغ كونغ تم استكمالها إلى تل أبيب. هذا التحول يشير إلى دور محوري للإمارات في دعم سلاسل التوريد الإسرائيلية رغم العدوان.

بالمقارنة بين الرحلات المباشرة والرحلات التي تمر عبر دبي، يظهر أن الإمارات لم توفر فقط التسهيلات الجوية بل استخدمت تقنيات لخفض التكاليف عبر تشغيل طائرات أصغر حجمًا وأكثر كفاءة اقتصادية. وهذا يشير إلى تخطيط ممنهج لتسهيل عمليات النقل وتعزيز الاستفادة الإسرائيلية بأقل تكاليف.

كشف المستور

ما يكشفه هذا التقرير ليس مجرد أرقام عن حركة الطيران، بل صورة واضحة لسياسة إماراتية تتناقض مع الشعارات المعلنة عن دعم الفلسطينيين. فبينما تتظاهر الإمارات بالضغط على إسرائيل دبلوماسيًا، يظهر في الكواليس دعم لوجستي واقتصادي يسهم في تعزيز العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.

مثل هذه التحركات تضع الإمارات في مرمى الانتقادات بوصفها طرفًا يمكّن الاحتلال من الاستمرار في سياساته القمعية، في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى دعم حقيقي من الدول العربية والإسلامية.

الخلاصة أن هذه الأفعال تجعل النظام الإماراتي في مواجهة مباشرة مع الشعوب العربية التي ترى في هذه السياسات طعنة في ظهر القضية الفلسطينية. استمرار الإمارات في لعب هذا الدور يزيد من عزلتها شعبياً ويضعها تحت مجهر النقد العربي والدولي.

لا يمكن فصل التحركات الإماراتية عن سياق التحالفات الإقليمية التي تخدم الاحتلال الإسرائيلي. هذا الدور يدعو إلى إعادة تقييم المواقف العربية تجاه النظام الإماراتي، والعمل على فضح ممارساته التي لا تخدم سوى أعداء الأمة العربية.

 

اقرأ أيضًا : الإمارات تبني مهبط طائرات بجزيرة عبد الكوري.. خطة خبيثة جديدة لبن زايد باليمن