في مقابلة حديثة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، أدلى الأمير والملياردير السعودي الوليد بن طلال بتصريحات مثيرة حول الصراع في غزة والموقف من حركة حماس، إلى جانب إشارته إلى قضية المثلية الجنسية في السعودية.

وأعرب بن طلال عن رغبته في “تدمير حماس بالكامل” وفتح صفحة جديدة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن ما حدث في 7 أكتوبر هو “هجوم إرهابي”، لكنه في المقابل انتقد رد الفعل الإسرائيلي، واصفًا إياه بـ “غير المتناسب” نظرًا لأنه أدى إلى “محو شمال قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والجامعات”.

وبشأن الدور الأمريكي في الحرب، سأل كارلسون عما إذا كان الشعب السعودي يحمل الولايات المتحدة مسؤولية الدمار في غزة، فأجاب الوليد بأنه “غير متأكد تمامًا”، لكنه أقر بأن البعض في السعودية يستغل التحالف القوي بين واشنطن وتل أبيب لإلقاء اللوم على أمريكا.

إلا أنه شدد على أن “ما حدث هناك يخص إسرائيل في المقام الأول”، مؤكدًا أن واشنطن دعمت ذلك، رغم أن “إدارة بايدن وحتى ترامب لم يكونا سعيدين تمامًا بما جرى”.

 

تأييد التطبيع والسعي لتغيير خارطة القوى في المنطقة

رؤية الوليد لمستقبل الشرق الأوسط كانت واضحة، حيث أكد أنه يسعى إلى “فتح فصل جديد في المنطقة”، وهو ما يعني، بحسب قوله، “تحييد النظام السوري”، إلى جانب “تدمير حماس بالكامل كما نأمل”، والأهم، حسب تعبيره، هو “تحييد حزب الله في لبنان”.

هذه التصريحات تكشف عن توجه متسق مع المساعي الخليجية المستمرة لتصفية الحركات المسلحة المعارضة لإسرائيل، في سياق يواكب تطورات التطبيع مع الاحتلال.

 

دعم المثلية في السعودية: توجه جديد أم مناورة؟

من بين المواضيع التي أثارت الجدل في مقابلته كان حديثه عن المثلية الجنسية، حيث أشار إلى أن المملكة “ليست ضد الشواذ”، لكنه أبدى استغرابه من الإضافات المستمرة التي تُضاف إلى مصطلح LGBTQ+، ما يعكس رؤية غير معارضة للمثلية ولكن بتحفظ على التطورات الحديثة في هذا الشأن.

تصريحات الوليد بشأن الشواذ أثارت صدمة كبيرة في الأوساط المحافظة، خصوصًا أنه من أفراد العائلة المالكة في بلاد تُعرف بتشددها تجاه قضايا الحريات الشخصية. هذا الموقف قد يكون مؤشرًا على تغير في الخطاب الرسمي أو محاولة لجذب دعم القوى الغربية التي تضغط على السعودية بشأن حقوق الإنسان.

تصريحات الوليد بن طلال تعكس رؤية خليجية جديدة تسعى إلى “إعادة رسم خارطة القوى” في الشرق الأوسط عبر القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية وتصفية النفوذ الإيراني في لبنان، بينما يتزامن ذلك مع توجهات ليبرالية جديدة داخل السعودية تتبنى سياسات أكثر انفتاحًا تجاه قضايا مثل المثلية الجنسية، ما قد يؤدي إلى موجة من الجدل الداخلي والتغيرات السياسية في المملكة.