بعد سلسلة من النكسات السياسية والعسكرية، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسابق الزمن لإنقاذ مستقبله السياسي عبر مخطط أميركي يهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني في غزة.
فوفقًا لما كشفته صحيفة جيروزاليم بوست، يعمل مستشارو نتنياهو على استقطاب الدعم داخل الكونغرس الأميركي ومجتمع الإعلام الغربي لتسويق خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي تقوم على تهجير سكان غزة إلى دول أخرى، وإعادة بناء القطاع وفق رؤية إسرائيلية.
في زيارته الأخيرة لواشنطن، كثّف نتنياهو لقاءاته مع أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، في محاولة يائسة لانتزاع دعم سياسي لخطة ترامب، التي تقضي بنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى، مع إقامة معسكرات أو مساكن لهم هناك.
غير أن مصادر الصحيفة أكدت وجود “مقاومة أميركية داخل الكونغرس” لهذا الطرح، حيث أعرب بعض الجمهوريين عن تحفظاتهم، مما استدعى تدخل مسؤولين في البيت الأبيض لتقديم توضيحات تفيد بأن الخطة لن تعتمد على أموال دافعي الضرائب الأميركيين، ولن تشمل نشر قوات أميركية في غزة.
استجداء دعم الإعلام الأميركي.. وصدمة الاستطلاعات
إدراكًا منه لصعوبة تمرير هذه الخطة سياسيًا، لجأ نتنياهو إلى حملة دعائية واسعة، حيث أوعز لمستشاريه بالتواصل مع كبار الكتاب في الصحف الأميركية، بهدف دفعهم لنشر مقالات تدافع عن التهجير، وتصور الأمر كحل “إنساني” للأزمة.
وبحسب المصادر، فإن هذه الحملة تشمل الترويج لتهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن، سواء كحل “مؤقت” أو دائم.
لكن رغم هذه الجهود، يبدو أن الرأي العام الأميركي غير متحمس للخطة. فاستطلاع للرأي أجرته شبكة CBS كشف أن 13% فقط من الأميركيين يؤيدون خطة ترامب، بينما يعارضها 47%، ما يعكس ضعف القبول الشعبي لهذه الفكرة حتى داخل الولايات المتحدة.
رفض فلسطيني وعربي.. واتهامات بالتطهير العرقي
على الجانب الآخر، لم تلقَ هذه التحركات سوى إدانة واسعة من الفلسطينيين والمجتمع الدولي، حيث رفض القادة الفلسطينيون والفصائل أي محاولة لفرض حل تهجيري، واصفين إياه بجريمة تطهير عرقي مرفوضة دوليًا.
كما أكدت مصادر دبلوماسية أن القادة العرب عبروا عن رفضهم القاطع خلال لقاءاتهم الأخيرة، وسط تحذيرات من أن المضي قدمًا في مثل هذا المخطط قد يجر المنطقة إلى اضطرابات غير مسبوقة.
في ظل هذا الرفض الداخلي والخارجي، يجد نتنياهو نفسه عالقًا بين هزائمه المتتالية وضغوط البقاء في السلطة، فهل يتمكن من فرض مخطط التهجير بالقوة، أم أن هذه المحاولة ستنتهي كغيرها في سجل إخفاقاته السياسية؟
اضف تعليقا