العدسة – إبراهيم سمعان

ما الذي يحدث في المنطقة؟ باتت مؤشرات التقارب السعودي الإسرائيلي تتزايد يوما بعد يوم، وأصبحت الأحاديث عن لقاءات سرية بين وفود من البلدين أمرا متكررا وتنشره الصحف يوما بعد يوم، بشكل يوحي بأن شيئا كبيرا يُطبخ ينتظر فقط لحظة الإعلان النهائي.

أحدث هذه التقارير التصريحات التي أدلى بها مسؤول في السلطة الفلسطينية لصحيفة “خليج تايمز” الإماراتية، أبلغ مسؤول السلطة الفلسطينية الصحيفة الإماراتية أن مسؤولين سعوديين وإسرائيليين عقدوا عددا من الاجتماعات في القاهرة بوساطة مصرية.

بحسب التقارير، فقد التقى ممثلو الوفود السعودية والإسرائيلية والمصرية في فندق ضخم لمناقشة قضايا اقتصادية، خاصة في منطقة البحر الأحمر.

وأضاف مسؤول السلطة الفلسطينية: “أضر دفء العلاقات بين السعودية وإسرائيل بالسلطة الفلسطينية، يبدو أن إسرائيل لم تعد أكبر عدو للمنطقة بعد الآن”.

في وقت لاحق، أصدرت “خليج تايمز” بيانا قالت فيه إنه لم تلتق بمسؤول السلطة الفلسطينية.

رغم نفي الصحيفة، إلا أن ثمة مؤشرات كثيرة تؤكد حدوث اللقاء، فمؤخرا اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تل أبيب لديها تعاون مثمر مع دول عربية أبقتها سرا في العموم.

في الوقت نفسه، زعمت تقارير إعلامية على مدى الشهور الماضية، أن الجانبين عقدا مفاوضات سرية لإقامة علاقات رسمية.

أيضا دعا ولي العهد السعودي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للقبول بما يسمى “صفقة القرن” لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب قناة24news TV.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، تأكد أن السعودية منحت للخطوط الجوية الهندية تصريحا باستخدام مجالها الجوي خلال السفر من وإلى تل أبيب، ونُظر إلى القرار السعودي باعتباره تطورا مهما في توجه المملكة نحو الدولة العبرية، لأنه خلال السنوات الـ 70 الماضية لم تسمح لشركة طيران باستخدام مجالها الجوي خلال السفر مباشر من وإلى إسرائيل.

الصحافة العبرية تتحدث بشكل متواتر عن هذه العلاقة، آخر ذلك قول موقع “جيروزاليم أون لاين” الإسرائيلي: “إن الحديث عن التقارب في العلاقات بين إسرائيل والسعودية طفا على السطح بشكل رئيسي بسبب أن البلدين تنظران إلى إيران كتهديد خطير”.

لكن محللين يرون أن هذا التقارب لا يستهدف فقط إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على حساب الحقوق المشروعة للفلسطينيين، أو حتى لمواجهة إيران.

يقول الكاتب التركي إبراهيم كاراجول في مقال بصحيفة “يني شفق التركية” إن كل التحالفات السرية والتي تضم الإمارات إلى جانب السعودية وإسرائيل، تستهدف إيقاف تركيا.

وأوضح في مقاله أن محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي هو المرشد لمحمد بن سلمان، وهو الذي يصمم خطة شريرة مع أمريكا وإسرائيل والمملكة المتحدة لاستهداف تركيا.

واعتبر الكاتب التركي أن هذا المخطط يسعى لإعادة الهيمنة الأمريكية البريطانية مرة أخرى على المنطقة، واصفا “بن زايد” بأنه أحد أهم اللاعبين في “صفقة القرن” التي تتخلى عن القدس، وأضاف: “إذا ربح محمد بن زايد، ستخسر المنطقة بأكملها، لو فشلت ستخسر السعودية”.

ربما كانت خلال السنوات الماضية أحاديث خجولة عن هذا التقارب بين إسرائيل والسعودية مثل مشاركة شخصيات سعودية بارزة لا تحمل صفة رسمية مع شخصيات إسرائيلية.

لكن التقارير الإعلامية التي تصدر هذه الأيام تتحدث عن لقاءات بين شخصيات رسمية من الجانبين اللذين ليس بينهما حتى أية علاقات دبلوماسية رسمية، خاصة بعد أن أصبحت بينهما حدود بحرية عقب تنازل الحكومة المصرية عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، توحي بأنه يتم تهيئة المنطقة لانقلابات سياسية تعيد تشكيل المنطقة وتحالفاتها وربما خرائطها.