نقلت وكالة “تاس” للأنباء الروسية عن “مركز المصالحة” في سوريا، الذي تديره وزارة الدفاع الروسية، قوله إن أكثر من سبعة آلاف شخص غادروا منطقة الغوطة الشرقية السورية، صباح اليوم السبت.

وكان عدد المدنيين الذين خرجوا من جنوب الغوطة الشرقية المحاصرة قد وصل إلى 20 ألف شخص، في “نزوح جماعي” هو الأكبر منذ بدء قوات النظام هجومها على المنطقة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وخرج المدنيون من بلدات حمورية وكفربطنا وسقبا وجسرين، التي كانت تعدّ معاقل “فيلق الرحمن” في جنوب المنطقة المحاصرة، وتوجّهوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، إن هذه أكبر مجموعة تغادر الجيب المحاصر منذ أن بدأ النظام السوري هجوماً لانتزاع السيطرة عليه، الشهر الماضي.

وأفاد مراسلان لوكالة “فرانس برس” بأن المدنيين، وغالبيتهم من النساء والأطفال، حملوا أغراضهم وحقائبهم وخرج معظمهم سيراً على الأقدام، وآخرون على متن دراجات نارية وسيارات.

وفي سياق متصل ذكرت شبكة “شام” التابعة للمعارضة أن ضحايا القصف الروسي على بلدة كفربطنا في غوطة دمشق الشرقية ارتفع إلى 70 قتيلاً وعشرات الجرحى، وقال ناشطون إن القصف استخدم أسلحة محرّمة دولياً.

وقالت “شام” إن أكثر من 70 شخصاً أغلبهم نساء وأطفال قُتلوا في غارات أمس الجمعة، وجُرح آخرون جراء غارة روسية على السوق الشعبي في بلدة كفربطنا، حيث استهدفت الغارة تجمّعاً للأهالي أثناء محاولتهم الخروج باتجاه معبر بلدة حمورية.

وقال ناشطون إن هناك صعوبة كبيرة في نقل الجرحى إلى المشافي الميدانية جراء استمرار القصف العنيف، وأضافوا أن الغارات تستخدم قنابل عنقودية وفوسفورية، والنابالم الحارق، وغازات سامة، حيث أحرقت عدة منازل وتفحّمت جثث سكانها.

وشمل القصف بلدات حرستا وحمورية وعربين وحزة وزملكا، وأدّى لعدد غير معروف من القتلى والجرحى، وفقاً لناشطين من الغوطة.

وذكرت شبكة شام أن ما تتعرّض له الغوطة الشرقية هو “حملة انتقامية كبيرة” تستهدف المدنيين بسبب الخسائر التي مُنيت بها قوات النظام، الخميس الماضي، حيث سقط في صفوفها أكثر من مئة قتيل على جبهة الريحان، وأكثر من ثمانين آخرين على جبهة حمورية.

والغوطة الشرقية هي آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، وإحدى مناطق “خفض التوتر” التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة، في 2017.

وتتعرّض مدن وبلدات الغوطة، التي يقطنها نحو 400 ألف مدني، منذ أسابيع، لحملة عسكرية تعتبر الأشرس من قبل النظام السوري وداعميه، أدّت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين بينهم أطفال ونساء.