العدسة – إبراهيم سمعان
تساءلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن سبب عدم إطلاق سراح الملياردير السعودي محمد حسين العمودي رغم الإفراج عن كثيرين ممن اعتقلوا في فندق ريتز كارلتون في نوفمبر الماضي على خلفية ما وصفته السلطات هناك بحملة ضد الفساد.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ذلك يحدث بينما تم إطلاق سراح ابن عمه محمد عبود العمودي والملياردير البارز الوليد بن طلال.
ومضت تقول: “لم يتم إطلاق سراح الشيخ العمودي، الذي وصفته مجلة “فوربس” الأمريكية بأنه أغنى رجل أسود في العالم، تاركا إمبراطورية واسعة توظف أكثر من 70 ألف شخص في حالة من عدم اليقين”.
ولفتت إلى أنه يسيطر على أعمال تجارية واسعة تمتد من إثيوبيا، التي يساند حكومتها الاستبدادية، إلى السويد، حيث يملك شركة وقود كبيرة، إلى لندن، التي استخدمها قاعدة لإنشاء العديد من الشركات”.
ونقلت عن المكتب الصحفي للشيخ العمودي، قوله: “كان في ريتز كارلتون، لكن أحد أفراد عائلته أبلغنا بأنه نُقل مع آخرين، إلى فندق آخر، لسوء الحظ لا نعرف أين، هو على اتصال منتظم مع عائلته ويُعامل بشكل جيد”.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول: “في حين أن الشيخ العمودي يفتقد لنسب أميري، لكنه بشكل آخر نموذج لهؤلاء المشتبكين في مسرحية السلطة بالمملكة، ملياردير لديه أصول ممتدة في أنحاء العالم، وكانت لديه صلات وثيقة بالحكومات السابقة”.
وأضافت: “كان العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله داعما لمشروع ستار للتنمية الزراعية المملوك للعمودي، وهو مشروع زراعي مترامي الأطراف في إثيوبيا، أقيم لإمداد السعودية بالأرز، ومثل هذه المشروعات يُنظر إليها على أنها مشروعات إستراتيجية في مملكة صحراوية على وعي تام بمحدودية قدراتها الزراعية، بينما عانت شركة ستار من وقت صعب في السابق، إلا أنه يُقال إنها محل تركيز اهتمام الحكومة الجديدة”.
وتابعت: “في ضوء الطبيعة الانعزالية للمملكة والقمع بها، فمن المرجح أن يقوم المسؤولون السعوديون بتنفيذ أكبر قدر من عمليات الاستيلاء على الأصول داخل حدود البلاد، ضمن إمبراطورية الشيخ العمودي، هناك الكثير يحتاج الفرز”.
وعددت الصحيفة الأمريكية ممتلكات الشيخ العودي التي تكونت على مدى عقود من خلال علاقاته المؤثرة داخل المملكة وخارجها، خاصة بالأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي شغل منصب وزير الدفاع وولي العهد قبل وفاته في 2011، وأوضحت أن العمودي يمتلك الكثير من أصول إثيوبيا.
وأردفت: “لكنه كان شخصية مثيرة للاستقطاب، لقد انتشر الشيخ العمودي في إثيوبيا إلى حد كبير لدرجة أن برقية لوزارة الخارجية تعود لعام 2008، وأعلنها موقع التسريبات الشهير “ويكيليكس”، قالت: إن كل مؤسسة تقريبا ذات قيمة نقدية أو إستراتيجية تمت خصخصتها منذ 1994 انتقلت ملكيتها من حكومة إثيوبيا إلى إحدى شركات الشيخ العمودي، ما يدعو للشك في السلامة التنافسية للعملية”.
ونوهت إلى أن العمودي دعم لفترة طويلة الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي، التي حكمت البلاد لأكثر من ربع قرن، مثيرا غضب أنصار المعارضة.
ونقلت عن سيماهجن جاشو ابيبي، الأستاذ المساعد للدراسات الدولية في كلية إنديكوت، قوله: “عندما تم سجنه، انقسم الرأي العام؛ المعارضة سعيدة لأنها تعتقد أن ذلك سيُضعف النظام إلى حد كبير، لكن بالنسبة للحزب الحاك في إثيوبيا فهذا خسارة كبيرة”.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن بعض عمليات التعدين التي قام بها في منطقة إثيوبية تسمى أوروميا تسببت في احتجاجات واعتقالات.
ونقلت عن هينوك جابيسا، وهو زميل أكاديمي زائر في كلية للقانون بأمريكا، قوله: “الحكومة والأشخاص الملتفون حول الحكومة سيفتقدونه، لكني متأكد من أن الناس في منطقة أوروميا لن يفتقدوه على الإطلاق، لأنهم يشعرون بأنهم تعرضوا لسرقة مواردهم الطبيعية”.
وأضافت الصحيفة: “كما قال جابيسا، فإن وجوده وغيابه يصنعان فرقا في إثيوبيا”.
اضف تعليقا