ترجمة – إبراهيم سمعان

حــــاول موسى مصطفى، رئيس حزب الغد، والمرشح الرئاسي فى الانتخابات المصرية التي تبدأ الأسبوع المقبل، خلال مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية، دفع الاتهامات الموجهة إليه أنه ديكور سياسي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يتوقع الكثيرون حسمه للانتخابات بعد إقصائه منافسيه البارزين.

قالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن “موسى مصطفى”، يعتبره الكثيرون مجرد ديكور لإضفاء مظاهر العملية الانتخابية المحسومة مسبقًا، مشيرة إلى أن هناك القليل من الأدلة، شوارع وسط القاهرة، تشير إلى أن هناك شخصًا آخر ينافس السيسي في الانتخابات الرئاسية.

وأضافت: “حتى خارج مقر حزب الغد، الذي يعتبر زعيمه موسى مصطفى موسى، لا توجد أي ملصقات لموسى.. فيما يمتلئ مقر حزب الوفد من الداخل بصور وملصقات لموسى المهندس والسياسي تعود لفترات سابقة”.

وخلال حديثه لمراسلة الصحيفة من القاهرة أعرب موسى مصطفى، عن تفاؤله الحذر حول فرصه فى التغلب على السيسي، رغم دخوله السباق بعد إقصاء كافة المرشحين البارزين للسيسي.

وقال المنافس الوحيد للسيسي: “دخلنا الانتخابات بهدف الفوز، لكن كيف نفوز هذا ما لا أعرفه، أعتقد أن لدي فرصة، ولكن هذا لا يعني أنني متأكد من الفوز”.

وأوضحت الصحيفة أن موسى، دخل فى اللحظات الأخيرة إلى ما تبقى من السباق الانتخابي الذي كان يتواجد فيه السيسي بمفرده، بعد أن تَمّ سجن ومنع خمسة مرشحين آخرين من المشاركة.

ورغم ذلك، تشير الصحيفة البريطانية، أنّ موسى مصطفى يرى أنه وجد نفسه مضطرًا من الناحية الأخلاقية على المشاركة بالانتخابات الرئاسية حتى لا تكون مجرد استفتاء على حكم السيسي، رافضًا فى الوقت ذاته الانتقادات التي توجّه له بأنه شارك كديكور سياسي.

وقال موسى مصطفى “أنا لست دمية.. أنا قائد في جميع الأمور بما فى ذلك أعمالي.. من يرد دمية يمكنه أن يحصل عليها من الأحزاب السياسية الـ104، لا أحد يستطيع أن يجعلني دمية والجميع فى البلد يدركون ذلك جيدًا.. الدمية كلمة خيالية “.

وأوضحت الصحيفة أن الأدلة على أرض الواقع تشير إلى خلاف ما ذهب إليه موسى مصطفى؛ فالسيسي فاز بالانتخابات عام 2014 بنسبة 97 % من الأصوات، بعد وصوله للسلطة في أعقاب انقلاب عسكري.

وتابعت “خلال العام الحالي لم يتمكن المرشحون الباحثون عن منافسة السيسي من الحصول على بطاقة الترشح، تم ترحيل رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق من دولة الإمارات، ثم انسحب من السباق، وألقي القبض على رئيس أركان الجيش السابق سامي عنان بدعوى دخوله الانتخاب بطريقة غير شريعة، كما سُجِن العقيد أحمد قنصوة بسبب إعلانه عن ترشحه بالزي العسكري، وانسحب كل من المحامي اليساري خالد على وأنور السادات ابن شقيق الرئيس المصري السابق، بسبب التهديدات وخوفًا من تعرضهم للخطر”.

وذكرت الصحيفة أن موسى مصطفى كان مؤيدًا قويًا للرئيس المصري حتى يوم إعلانه ترشحه لمنافسة السيسي، حيث أظهرت صفحته على فيسبوك، تداولتها صحف مصرية وقتها، لافتة مؤيدة للسيسي.

وكان هذا رد موسى مصطفى عندما سُئِل عن هذا الأمر: “هذا هراء لا علاقة لي به.. كان هذا تزييفًا وفبركة عبر الفوتوشوب “.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنَّ الانطباع السائد أن موسى لا ينوي تحدّي حكم السيسي فى حملته الانتخابية، ويدعم هذا الانطباع برنامجه السياسي الوديع، الذي يتجنب بعناية شديدة، الحديث عن أي شي يمكن تفسيره على أنه انتقاد لفترة الرئيس السيسي المنصرمة.

وذكرت الصحيفة أن موسى مصطفى لديه تاريخ طويل من التعاون مع الحكومة المصرية، مشيرة إلى أنّ برقية سربها موقع ويكيلكس تعود لعام 2008 ، عندما حدث “صدام عنيف” بين حزب الغد الذي ينتمي له موسى وفصيل غد الثورة  المنشق، الذي انتهى بإحراق مقر الحزب.

وتشير البرقية إلى تعليق على الواقعة إلى غياب الشرطة، وأنه من غير المرجح أن يقوم موسى الموالي للحكومة بمسيرة إلى مقر الحزب دون إبلاغ الحكومة بنواياه والحصول على موافقة ضمنية على الأقل.

ومنذ إعلان ترشيحه، رفض موسى بشكل متكرّر تسمية أعضاء البرلمان العشرين الذين منحوه توقيعهم من أجل الدخول فى السباق. وذكر أنه تلقى حوالي 47 ألف توقيع أي أكثر من 25 ألف اللازمة لدخوله السباق، وهو ما أخبر به الجارديان أيضًا.

وقال موسى “لا أشعر بالارتباك؛ كان حزبي يؤيد السيسي قبل أن أقرر المشاركة في الانتخابات، قررنا فقط دخول المنافسة عندما وجدنا أنه تم إبعاد المرشحين”.

وأضاف موسى في تصريحاته للصحيفة البريطانية أنه يوفر خيارًا حقيقيًا للناخبين المصريين عندما يذهبون إلى صناديق الاقتراع فى 26 -28 مارس، مؤكدًا إن تردُّده فى انتقاد السيسي يساء تفسيره.

ويقول موسى: “لست بالرجل الساذج الذي يدخل فى منافسة مع الرئيس وفي نفس الوقت أدعمه، سوف تكون إذن لعبة.. أنا لن أقول للناس إني أؤيد منافسي، الذي سيكون الرئيس الجديد وليس أنا”.