العدسة – معتز أشرف
تطاول إماراتي جديد علي تركيا، امتلأ بالمغالطات، لم تمرره إسطنبول كالعادة ورفضته، مؤكدة دورها الإيجابي في المنطقة العربية وحرصها علي الشعوب العربية، ليفتح أولاد بن زايد النار من جديد على دورهم الذي يوصف من جهات عديدة رسمية وبحثية بالمدمر في المنطقة العربية، وهو ما نقف عليه.
رفض تركي!
الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، رفض اتهامات وزير خارجية الإمارات، عبدالله بن زايد، لبلاده بالتدخل في شؤون الدول العربية التي أدلى بها الأحد في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري، مشددا على أن الجميع يدرك علاقات تركيا التاريخية والأخوية مع العالم العربي.
وفي بيان نشر على موقع وزارة الخارجية التركية، الثلاثاء، قال أقصوي: إن اتهامات بن زايد لتركيا بالتدخل في الشأن العربي “لا يمكن فهمها ولا تتوافق مع مبدأ حسن النية، ولفت إلى أنّ مسؤولي دولة الإمارات يدلون منذ فترة بتصريحات “تسيء إلى تاريخ تركيا وعلاقاتها مع العالم العربي”، مشددا على أن تركيا “تدرك الجهات التي يحاول الإماراتيون خدمتها عبر هذه التصريحات، والجميع يدرك العلاقات التاريخية وروابط الأخوة والصداقة بين تركيا والعالم العربي، والأهمية التي توليها أنقرة لأمن واستقرار الدول العربية”.
وفي هذا الصدد، بين متحدث الخارجية التركية أنّ بلاده “تدافع وبقوة عن القدس وقضايا العالم الإسلامي، والجميع يدرك الدعم الذي تقدمه تركيا للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وجهودها الرامية لإحلال السلام والاستقرار في هذا البلد، والخدمات التي تقدمها لنحو 3.5 ملايين لاجئ” سوري، كما أن عملية “غصن الزيتون” في عفرين نُفّذت من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدد بلادنا، وفي هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة، يجب على كل دولة أن تتحمل مسؤولياتها لحل الأزمات القائمة، بدلا من السعي لزرع بذور الفتنة بين الشعوب الصديقة التي تتقاسم نفس المصير”.
تدخلات كثيرة!
ويري مراقبون أن تركيا صائبة في وصفها الإمارات بأنها رأس الفتن، ويفسر كثيرون الغضب الإماراتي المتواصل من تركيا بسبب إفشال الأخيرة لمخططاتها في تدمير الدول العربية بعد الربيع العربي، وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والديبلوماسية في دراسة بعنوان” دولة الإمارات والموقف من الرّبيع العربي”، فإن التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية، منذ حلول الربيع العربي شكلت مصدر فوبيا حقيقية للأنظمة الملكية في كل الأقطار العربية وأهمها منطقة الخليج ومنها الإمارات العربية المتحدة، ورغم التصريحات الرسمية المشرقة التي انبعثت من وسائل الإعلام الإماراتية والمؤسسات الدستورية للدولة، حول ترحيبها بالربيع العربي ودعمها المادي والسياسي للشعوب المنتفضة إلا أن التحركات الميدانية لمؤسسات الإمارات وممثليها الدبلوماسيين في هذه المناطق بالذات لا تتماشى وتلك المواقف المعلنة؛ حيث عبر الكثير من المحللين السياسيين عن ظاهرة الازدواجية في التعامل مع الثورات باعتماد أسلوب انتقائي وغير واضح المعالم أثار الشكوك حول نوايا النظام الإماراتي.
ورصدت الدراسة تدخلات الخارجية الإماراتية في المنطقة، وخلصت إلى فشلها في اختراق اللحمة الاجتماعية والتوافق السياسي للأحزاب التونسية، لعدم استجابة الوعي في العقول التونسية إلى “مزاجية” حكام دول صحراء الجزيرة العربية المنغلق الرافض فكرة التنوع والتسامح، ولم تتمكن إلى هذه الساعة من إقناع الشعب التونسي أو ممثليه السياسيين من البحث في حل النظام العسكري كبديل عن النظام المدني الديمقراطي الناجح، فخيرت التوجه إلى المناطق الأكثر اضطرابا وهشاشة، مشيرة إلى تدخلها في ليبيا عبر اللواء حفتر، الذي استغرب الليبيون الظهور المفاجئ له وإعادته إلى الساحة السياسية الليبية سنة 2014، والذي وصل بها الحد إلى دعمه عسكريا بشنهم بعض الغارات الجوية على بعض المناطق الموالية للجماعات الإسلامية في طرابلس في 2014، بطائرات إماراتية عبر تسهيلات جوية وقاعدية ولوجستية مصرية، كما رصدت الدراسة “دعم انقلاب السيسي في مصر” عن طريق الإمارات كما عملت على دعوة السيسي لزيارة الإمارات في 5 مناسبات منذ توليه منصب رئيس الجمهورية لدعمه والسيطرة علي مصر، بجانب إصرار “أبو ظبي ” على تحييد دور قطر بتشويهها واتهامها بدعم الإرهاب في العالم.
وأوضحت الدراسة أنه بسبب العداوة الإماراتية الإيرانية تدخلت الإمارات بالسلب ضد الثورة اليمنية والسورية؛ ففي اليمن ارتكبت “جرائم حرب”، وفي سوريا كان الدور الإماراتي في الثورة السورية مختلفا عن موقفه من بقية الثورات الأخرى، فقط عرفت السياسية الإماراتية بالأزدواجية والضبابية لعدم توافق تصريحاتها الداعمة لأصدقاء سوريا المعارضين لبقاء الأسد ونظامه الدكتاتوري في الحكم، ورغم تواجد كل الأطياف المقاتلة في سوريا لم يتم التنويه الصريح بدور المعسكر السعودي في الصراع الدائر في تلك المنطقة، وذلك لما تشهده مواقف الإمارات وحلفائها من اضطراب نتيجة التغيرات السريعة للأحداث في المنطقة رغم قيام الإمارات باستضافة بعض أفراد عائلة الأسد في بداية الثورة السورية، باعتبارها الدولة التي تعودت على استقبال اللاجئين السياسيين وموالين للأنظمة المخلوعة كأحمد شفيق من مصر ودحلان من فلسطين.
عقدة تركيا !
عقدة تركيا في ديار محمد بن زايد موجودة بوضوح بحسب ما يري مراقبون كثيرون، مؤكدين أن موقف الإمارات العدائيّ تجاه تركيا قديم؛ إذْ بدأ مع انطلاق ثورات الربيع العربي لا سيما في مصر، معتبرين أن سبب هذا العداء هو الوقوف القوي لتركيا إلى جانب الشعوب العربية التي هبّتْ مطالبةً بالحقوق والحريات، بينما انحازت الإمارات إلى جانب القمع” السُّلطويّ، كما أن الحملات الإعلامية تتصاعد فى الإمارات من حين إلى آخر ضد تركيا؛ تحديدًا ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم “العدالة والتنمية”، وفى أثناء الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة فتحت وسائل الإعلام الإماراتية النار على “أردوغان”، ووصفته بـالديكتاتور”، كما تواترت المعلومات عقب القبض على الجاسوس الإماراتي في ليبيا، بأن أبوظبي خططت لتفجير السفارة التركية في طرابلس، فضلا عن تعاون الإمارات مع الصرب لإفشال الجهود والمساعدات التركية، التي تقدمها إلى المسلمين فى البلقان بالتزامن مع قيام الإمارات بدفع الرشاوى المالية لكُتَّاب أوربيين للإساءة إلى تركيا، وزعزعة مركزها فى الداخل والخارج، كما دعمت قائد الانقلاب الفاشل في تركيا، وعلى رأسهم فتح الله جولن المقيم بأمريكا، بالتزامن مع محاولة الإمارات التجسس على قيادات الإخوان المسلمين وحركة حماس والمعارضة السورية، المقيمين فى تركيا.
شهادة صريحة !
السفير القطري لدى تركيا، سالم آل شافي، كان له شهادة مهمة وصريحة في هذا الاطار، تحدث فيها بوضوح أكثر من متحدث خارجية تركيا الدبلوماسي، حيث قال: “إن الإمارات قامت بدعم الثورات المضادة في العالم العربي بهدف استعادة أنظمة ديكتاتورية، على اعتبار أن من شأن هذه الأنظمة أن توقف مد الثورات، وجاء ذلك في بيان للسفير القطري رداً على ما جاء على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش، وهي ذات الاتهامات تقريبا التي وجهت لتركيا من قبل وزير خارجية الامارات، وتحدث المسؤول القطري عن دور الإمارات في تقويض الأمن في المنطقة وقال “أمّا دور الإمارات فهو يساهم للأسف وفق التقارير الموثّقة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية في تقويض الأمن والاستقرار في عدد كبير من الدول، عبر خرقها المتكرر للقرارات الدولية الملزمة، ودفعت الإمارات وعدد من حلفائها حوالي 40 مليار دولار لتثبيت الانقلاب العسكري الذي جرى في مصر فقط دون أن نتحدث عما أنفقته في دول أخرى”.
وبحسب موقع “شئون إماراتية ” المعارض فإن أبوظبي باتت بوابة اختراق العالم العربي، في كافة جوانبه السياسية والاقتصادية والإعلامية والسياسية، وظهر تأثيرها التدميري الواضح في دول الربيع العربي، وفي شبكاتها الإعلامية المتهمة بنقل أجندات شيعية وغربية تستهدف أمن العالم العربي، بالإضافة لدورها الاقتصادي كبوابة للمنتجات الإيرانية فترة العقوبات، ومن بعدها المنتجات الروسية، في الوقت الذي تهدد فيه روسيا أمن الخليج والعالم العربي.
وأشار الموقع إلى أن الاختراق السياسي للعالم العربي عبر الإمارات، برز من خلال دورها في تدمير ثورات الربيع العربي بدعم الانقلاب العسكري في مصر، ودعم الثورة المضادة في ليبيا وتونس، ودورها المشبوه في اليمن، بالإضافة لتدخلها في القضية الفلسطينية عن طريق مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد دحلان. أما الاختراق الإعلامي فيأتي من خلال مسعى مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد دحلان، بالسيطرة على الإعلام في مصر والأردن وفلسطين، بالإضافة لدور الشبكات التابعة لها، والتي تبث من على أرضها، وأبرزها العربية وشبكة الـ mbc وسكاي نيوز، سمومها وأفكارها التشيعية، في حين ظهر الاختراق الاجتماعي واضحًا، من خلال توجه مدينة دبي والسلطات الإماراتية بنشر قيم غريبة عن المجتمعات العربية، إما بالتطبيق الفعلي في الإمارات كتقنين الدعارة، والسماح بإنشاء معابد هندوسية، أو من خلال الرسائل التي تبثها وسائل الإعلام التابعة لها. بينما جاء الاختراق الاقتصادي وفق ما أعلنته روسيا من أن الإمارات أصبحت بوابة منتجاتها للعالم العربي، أما آخر ما وصل إليه الاختراق الاقتصادي الإماراتي للعالم العربي، هو قيامها بدور الوسيط بين منتجات الدول المرفوضة عربيًا، وبين الدول العربية، حيث أعلن وزير الزراعة الروسي ألكسندر تكاتشوف، أن الإمارات أصبحت بوابة إعادة تصدير المنتجات الزراعية الروسية إلى باقي دول المنطقة.
اضف تعليقا