ترجمة – إبراهيم سمعان

أكدت صحيفة “ألجيمينر” الأمريكية أنه من الخطأ التعامل مع انتخابات الرئاسة المصرية التي جرت الأسبوع الماضي على أنها انتخابات أصلا.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن أي رد فعل من الغرب تجاه هذه الانتخابات سواء بالتهنئة أو بالإدانة خاطئ، موضحة أن ما حدث لم يكن أكثر من حفل عيد ميلاد دعا إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أصدقاءه.

وأشارت “ألجيمينر” إلى أن أفضل طريقة للتعامل مع إعلان فوز السيسي هو تجاهله، لافتة إلى أن هذا الرجل لا يزدري الديمقراطية فحسب وإنما يزدري فكرة السياسة ذاتها.

وإلى نص التقرير:

علق خبير في الشأن المصري لـ”ألجيمينر” على إعادة انتخاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هذا الأسبوع بالقول: “من الخطأ التعامل مع الأمر باعتباره انتخابات أصلا”.

فاز السيسي، الذي خاض الانتخابات دون معارضة، بأكثر من 90% من الانتخابات التي انتهت الأربعاء، بنسبة مشاركة تقدر تقريبا بحوالي 40%، وكان السيسي يأمل بمشاركة أكبر لدعم حكمه، الذي لا زال يُنظر إليه بشك في العديد من البلدان.

قال صامويل تادرس، من معهد هدسون للصحيفة: “السيسي مدفوع بدافعين؛ الأول: احتقاره للسياسة، فهذا أول حاكم مصري يأتي مباشرة من الثكنات إلى الرئاسة، وليس لديه أية خبرة سياسية، لذلك لديه ازدراء طبيعي لذلك، من خلفيته العسكرية، كل ما حدث في مصر منذ ثورة 2011، وعراك السياسيين طوال الوقت، وبحث كل منهم عن مصلحته وليس مصلحة البلاد، عزز ذلك الازدراء في ذهن السيسي، إنه لا يزدري الديمقراطية، ولكنه يزدري فكرة السياسة ذاتها”.

الدافع الثاني، يتعلق بشعور السيسي بأن كثيرين يعتبرون حكومته غير شرعية، لقد استولى على السلطة من الإسلامي محمد مرسي المنتخب ديمقراطيا في 2014، وهي مسألة ينظر إليها كثيرون في الغرب بنفور.

وتابع “تادروس” قائلا: “الرفض الغربي للانقلاب، ووصفه له بـ”انقلاب”، كل هذا خلق شعورًا بأنه بحاجة لاعتراف غربي، بمعنى أنه حول هذه الانتخابات إلى: أنا أقوم بهذا من أجل الغرب كي يعترفوا بي كرئيس شرعي”.

وأضاف “تادروس”: “هذان العاملان أسفرا عن هذا الفشل التام الذي نواجهه، حيث لا حرية ولا منافسة حقيقية، بينما في الوقت نفسه يحث الناس على التصويت لأنه يريد أن يبدو عدد المصوتين كبيرا”.

كتب الصحفي ديفيدي ريبوي، الذي كان في مصر لمراقبة الانتخابات، على تويتر، قائلا: “هذا ما لم نره، يجري نقل الناس إلى مراكز الاقتراع، كما يجري إكراه الناس، كما يحتجون على انتخابات مصر، في واقع الأمر، لاحظنا كيف أن معظم الناخبين كانوا يسيرون فرادى أو في مجموعات عائلية صغيرة”.

فيما يتعلق بالكيفية التي ينبغي أن يكون عليها رد فعل الغرب على نصر السيسي، علق “تادروس” قائلا: “هناك استجابتان في الغرب، وكلتاهما على ما أعتقد خاطئتان، الأولى الإدانة بأن السيسي ديكتاتور ويجب أن ندين هذه الانتخابات، ويجب أن نكافح من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية وكل هذه الأشياء”.

وأضاف: “الثانية، عدم الإدانة، ونحن نحتاج دعم السيسي، وبالتالي التعامل مع هذه الانتخابات باعتبارها شيئا جادًّا إلى حدٍّ ما”.

وأردف “تادروس” بقوله: “في الواقع، من الخطأ التعامل معها كانتخابات أصلا، لا ينبغي أن يتلقى مكالمات التهنئة، ولا صيحات الإدانة، ينبغي تجاهله، هذه ليست انتخابات؛ هذا حفل عيد ميلاد، كان لديه عيد ميلاد ودعا أصدقاءه إليه، هكذا ينبغي التعامل معها”.

وحول ما إذا كان لدى السيسي شعبية حقيقية، قال “تادروس”: “بالتأكيد، أعتقد أن السياسة المصرية بسيطة للغاية؛ هناك الإسلاميون، وهناك الدولة، وهناك آخرون غير إسلاميين، بالنسبة لغير الإسلاميين فهم يتطلعون إلى ما حولهم في المنطقة، ولا يحبون ما يرون، ثمة عبارة شائعة على لسانهم عندما تسألهم عن الكيفية التي تسير بها الأمور: على الأقل لسنا سوريا والعراق، على الأقل نحن أفضل من تلك الدول التي باتت الآن دولا فاشلة”.

ولفت “تادروس” إلى أن المصريين العاديين العالقين بين الدولة والإسلاميين يرون السيسي البديل الوحيد المتاح لهم.

كما ردد “ريبوي” هذا الانطباع على تويتر قائلا: “من الأسبوع الماضي، من الواضح أن هناك المزيد من الكراهية للسيسي ودعم الإخوان المسلمين بين مجتمع الصحفيين والمنظمات غير الحكومية في الخارج أكثر مما في مصر”.