العدسة _ ربى الطاهر

تم تطوير لقاح جديد قد يمثل أملًا كبيرًا بالنسبة لمرضى السرطان، فقد صرح العلماء القائمون على تجارب هذا اللقاح بأنه بإمكانه علاج جميع أنواع أمراض السرطانات، ومن جرعة واحدة أيضًا، والأهم من ذلك هو أن ثمنه سيكون رائعًا، وفق ما ذكره العلماء.

فقد توصل باحثون في جامعة ستانفورد الأمريكية، إلى عقار جديد سيغير حياة الكثيرين من مرضى السرطان، على هيئة لقاح، إذ إن بإمكانه معالجة جميع أنواع السرطان فقط بجرعة واحدة، وقد ثبتت فاعليته على الفئران، وهو الآن في مرحلة إعداده للتجربة على البشر.

وبشَّر هؤلاء الباحثون بإمكانية الاستغناء عن العلاج الكيميائي، ويختلف هذا العقار عن الأدوية المتاحة الآن، والتي تعمل على خلق مناعة مستمرة، أما هذا العقار فيحتوي على نوعين من الأدوية المحفزة للجهاز المناعي، ويؤخذ عن طريق الحقن، فيعمل هذان الدواءان على تنشيط الخلايا المناعية “T”، والتي من المهام الخاصة بها هو محاربة هجوم الخلايا السرطانية ومقاومة نموها، وفقًا للدراسة.

كما أوضح الفريق الطبي من العلماء الأمريكيين أن هذا اللقاح سينتقل بالأطباء إلى مرحلة أبعد من احتياجهم لمعرفة وتحديد أماكن الأورام، خاصة أنه سيستخدم لكافة أنواع السرطانات، وقد قام الفريق الطبي بحقن 90 فأرًا بأورام مختلفة، كما أدخل العلماء إلى التجربة أيضًا مجموعة من الفئران التي لديها استعداد وراثي لتطوير السرطان داخل جسمها، ثم قاموا بحقنها جميعا.

وقد حققت نتائج التجربة نسبة نجاح مذهلة، إذ وصلت نسبة النجاح بين الفئران المصابة إلى 97% من الحالات، ويحاول العلماء الآن إعداد الاختبارات لاكتشاف مدى فاعليته على الإنسان لتحقيق أقصى استفادة منه، والتأكد كذلك من أنه يصلح للاستخدام البشري.

وقد أوردت المجلة الدورية “ساينس ترانسليشن ميدسين”، أن علماء جامعة ستانفورد قاموا باختبار اللقاح على مرضى مصابين بسرطان العقد اللمفاوية، وصل عددهم إلى حوالى 15 شخصًا، وكان ذلك ضمن دراستين منفصلتين تلقى فيهما المرضى جميعهم جرعتين من الحقن، بالإضافة إلى جرعة من العلاج الإشعاعي بنسبة ضعيفة.

وقال البروفسور رونالد ليفي، أستاذ الأورام في جامعة ستانفورد، والمشرف على الدراسة: “إن أحدث التقنيات التي يتم اللجوء إليها حديثا في علاج مرض السرطان، هو الاعتماد على طرق تحفيز الجهاز المناعي لمحاربة تلك الفيروسات، إلا أن ما يجب الالتفات إليه هو أن هذه التجارب لازالت في البداية، وتجرى الاختبارات للتأكد من نجاح اللقاح، وفي نفس الوقت، مؤكد أن لها آثارًا جانبية، ولكنها إلى الآن بسيطة؛ كارتفاع درجة الحرارة، وبعض الألم في موضع الحقن، ولكن لا توجد آثار جانبية مؤثرة أو مقلقة.

وقام ليفي وزملاؤه في هذه الدراسة بنشر نتائج تجاربهما على الفئران في يناير الماضي، والذين أشاروا إلى أن هذه اللقاحات تعمل بشكل مختلف، رغم أن المبادئ الأساسية متشابهة، فهي ليست وقائية مثل لقاح الإنفلونزا، أو اللقاح المستخدم ضد الحصبة، والتي تعمل لتدريب جهاز المناعة على استهداف العدوى قبل وصول الفيروس أو البكتيريا، ولكن لقاحات السرطان علاجية، يتناولها المرضى المصابون فعلا بالسرطان بعد تشخيص إصاباتهم، ويتناولونها في جرعات علاجية.

قتل الخلايا السرطانية “انتقائيا”

وعلى صعيد آخر تمكن فريق بحثي من العلماء الروس، بالتعاون مع فريق آخر من علماء أوكرانيا، من التوصل إلى استخراج دقائق النانو من أكسيد التنجستن، والمعروفة بمقدرتها على علاج السرطان.

وقد استطاع هذا الفريق الحصول على المحلول القلوي لدقائق النانو الثابت لأكسيد التنجستن داخل معهد الكيمياء العامة وغير العضوية، وكذلك في معهد الأحياء الدقيقة في أوكرانيا، وفحص العلماء هذا المحلول وتمكنوا من الوصول إلى خواصه الفيزيائية والكيميائية، وظهر لهم أن هذه الدقائق تتمتع بخواص كامنة تظهر حتى عند الإضاءة، وخاصة عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية.

وعن تأثير هذه الدقائق في البكتيريا والفطريات وخلايا الثدييات، قام علماء معهد الفيزياء البيولوجية النظرية والتجريبية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بدراسة خاصة في ذلك، وقال أحد الباحثين من هذا الفريق، وهو أنطون بوبوف: “لقد تم إجراء تحليل شامل لقياس مدى سمية دقائق النانو لأكسيد التنجستن على الأحياء الدقيقة البدائية والخلايا الاعتيادية، واكتشف من خلال ذلك أن حساسيتها مختلفة، وترتبط بالخصوصية التركيبية لغشاء خلاياها واختلاف عملية الأيض”.

وظهر للعلماء كيف أن التركيز لأكسيد التنجستن تختلف درجة تأثيره وخطورته في قتل جميع أنواع الخلايا السرطانية، وبمعنى آخر، فإن تركيزه القاتل للبكتريا لا يكون ذا تأثير في خلايا الفئران، بالإضافة إلى أن لدقائق نانو أكسيد التنجستن قدرة على انتقائية الخلايا السرطانية، حتى إنه يمكن استخدامها في التصوير المقطعي بواسطة الحاسوب.

تناول هذه التوابل قد يقي من السرطان

وقد كشفت العديد من الدراسات الأخرى أن هناك بعض المواد الغذائية التي لها تأثير وقائي لتكوين الخلايا السرطانية في الجسم، ومنها بعض التوابل، ولعل أشهرها هو:

الكركم

إذ ثبت من خلال الدراسات أن مادة الكركمين الموجودة فيه، تمنع تشكيل ونمو الخلايا السرطانية وقد أثبت فاعليته في التأثير على سرطان الثدي.

الفلفل الأسود

وظهر للفلفل الأسود تأثيرات واضحة كذلك في الوقاية من علاج سرطان الثدي، إذ إن المادة التي يحتوي عليها والمعروفة بـ”بيبيرين البوليفينول”، هي عنصر فعال في منع ظهور الخلايا السرطانية وإعادة تشكيلها، خاصة في سرطان الثدي، في الوقت الذي قد تستخدم فيه أدوية كيميائية ثبت أنها قد تكون ذات تأثير سامٍّ، كما قد ظهرت أبحاث جديدة كشفت أن مادة “بيبيرين” الموجودة في الفلفل بإمكانها منع انتشار أنواع أخرى من السرطان.

الثوم

ويحتوى الثوم على مادة تسمى الـ”الأليين”، وتمتاز هذه المادة بقدرتها على منع نمو الخلايا السرطانية، وقد أثبتت الدراسات نتائج مذهلة لتأثير تلك المادة في منع انتشار الخلايا السرطانية، خاصة سرطان البروستاتا، إذ تبطئ هذه المادة من تكوين الخلايا السرطانية ومنع انتشارها، حيث تحول دون تشكل مركبات نيتروسامين المسببة للسرطان.

الزنجبيل

يسعى العلماء الآن في استخلاص مادة متوفرة بالزنجبيل تساعد على الوقاية من سرطان الجلد وعلاجه كذلك، وهذه المادة التي يطلق عليها “جينجيرول”، يختبر العلماء أيضًا مدى فاعليتها في علاج سرطان القولون، وقد اثبت مستخلص الزنجبيل هذا نجاحه في علاج الكثير من الالتهابات.

القرنفل

ويحتوى القرنفل على مادة “الأوجينول”، التي تعمل على منع تحول الخلايا السليمة إلى خبيثة؛ وبالتالي تكَوُّن الخلايا السرطانية، كما ثبت فاعلية هذه المادة في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الكبد والقولون كذلك والحد من انتشاره.

الفلفل الحار

أثبتت بعض الدراسات أن مادة “الكابسايسين” التي يحتوي عليها الفلفل الحار تحمي الجسم من الإصابة بأمراض القلب، وتقيه كذلك من تكون المواد الكيميائية المسببة للسرطان، وظهرت فاعليته في الإبطاء من نمو الخلايا السرطانية في البروستاتا، إضافة إلى قدرته على القضاء عليها، ويساعد كذلك في الشفاء من الحرشفية، والتي تعتبر ثاني أكثر أنواع سرطان الجلد انتشارًا، من خلال مقدرته على تسريع قتل الخلايا السرطانية.

الخردل

ويعتبر مركب “الأليل ثيوسيانات”، الذي يحتويه الخردل مادة تحمل الخصائص المضادة للسرطان، ويتم اختبار فاعليته في استخراج علاج محتمل لسرطان المثانة.

الزعفران

ولا ترجع أهمية الزعفران إلى كونه من أغلى التوابل في العالم، ولكن لاحتوائه على مركب الكروسين، الذي له تأثير واضح في الوقاية من سرطان الجلد، إضافة إلى قدرته على منع انتشار الخلايا السرطانية.

القرفة

وقد استخدم الصينيون القرفة منذ آلاف السنين، وترجع أهميتها فيما أثبتته الدراسات إلى أن لمستخلص القرفة دورًا فعالًا في علاج سرطان الغدد اللمفاوية وسرطان البنكرياس.