إبراهيم سمعان
كشفت مجلة “ذي نيويوركر” الأمريكية، عن الدور البارز الذي لعبته السعودية والإمارات في الدول العربية عقب اندلاع ثورات الربيع في 2011، مشيرة إلى أنها تدخلت في كل من سوريا وليبيا واليمن وتونس.
وأوضحت المجلة الأمريكية في عددها الذي يصدر في 9 من أبريل الجاري، تحت عنوان رئيسي “الصعود” أن التدخل الأكثر حسمًا من جانب البلدين كان في مصر، عندما تآمرتا للإطاحة بالرئيس المصري المنتخب ديمقراطيًّا محمد مرسي من السلطة في صيف 2013.
وقالت المجلة في الملف الذي أعده ديكستر فيلكنز، والذي جاء في النسخة الإلكترونية تحت عنوان “مسعى أمير سعودي لإعادة تشكيل الشرق الأوسط”، إن الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في انتفاضة شعبية، وتسليم الناخبين المصريين الرئاسة لمحمد مرسي كان كابوسًا بالنسبة للسعوديين والإماراتيين.
وتابع “فيلكنز”: “قال لي أحد الدبلوماسيين الأمريكيين البارزين السابقين: عندما تم انتخاب مرسي، تدخل السعوديون والإماراتيون بأقصى سرعة”.
ومضى الكاتب يقول: “وفقًا للعديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين، فإن ولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد، والأمير بندر بن سلطان، مدير المخابرات السعودية، شرعا في التآمر مع حكومتيهما للإطاحة بمرسي من السلطة، الجنرالات كانوا بالفعل يعملون ضده”.
وأضاف “فيلكنز”: “تواصَل الأمير بندر ومحمد بن زايد بوزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي، ووعداه بـ 20 مليار دولار كمساعدات اقتصادية إذا تمت الإطاحة بمرسي، السفارة الإماراتية بواشنطن لم تستجب لطلبات الحصول على تعليق”.
وأردف: “شرعوا بالفعل في تمويل حركة مناهضة للحكومة في القاهرة، تم تشكيلها حول مجموعة شبابية مستقلة ظاهريًّا تدعى “تمرد””.
ومضى يقول: “مع تجسد الانقلاب على أرض الواقع، استخدم بندر والسيسي محمد دحلان، السياسي الفلسطيني الذي يحظى لديهما بالثقة، في نقل الرسائل والأموال للمتعاونين في الجيش المصري”.
وأضاف: “قال الدبلوماسي السابق، إن هذا الدعم الخارجي كان حاسمًا بالنسبة للانقلاب، موضحًا: كي يتحرك السيسي على هذا النحو كان بحاجة لوعد بأنه سينجح”.
وتابع الكاتب: “في يوليو 2013، أبعد الجيش المصري مرسي عن السلطة، وبعد ذلك بقليل دبر حملة قمع ضد أنصار الإخوان المشتبه بهم، حيث اعتقل ما لا يقل عن 40 ألف شخص، قال لي الدبلوماسي: كان الأمر رهيبا، ما فعله السعوديون والإماراتيون لا يغتفر”.
اضف تعليقا