إبراهيم سمعان

كشفت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن هناك قضية مقامة أمام أحد المحاكم في باريس، تتهم أميرًا ووزيرًا سعوديًا راحلًا بتكليف شركة كونسيرج ( شركة تقديم خدمات للزائرين) بإنتاج أفلام إباحية بشكل شخصي له، مشيرة إلى أن بطلة الفيلم كانت سيدة مغربية على علاقة وثيقة بالأمير.

أعلنت المملكة العربية السعودية، مشاركتها في مهرجان عريق للأفلام في فرنسا هذا العام للمرة الأولى في تاريخها، لكن دعوى قضائية رفعت أمام محكمة في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، كشفت أن أحد أفراد العائلة المالكة قد أبدى اهتمامًا طويلًا سابقًا بصناعة الأفلام في فرنسا، لكنها ليست من نفس النوعية التي ستعرض في مهرجان كان السينمائي الدولي.

الأمير السعودي الراحل “سعود الفيصل”، الذي عمل وزيرًا لخارجية المملكة من 1975 إلى 2015، توفي الفيصل في 9 يوليو 2015، أَمَرَ أَنْ يُصْنَعَ له أفلام إباحية، تصورها امرأة مغربية، كانت تربطها به علاقة وثيقة، وممثل أفلام إباحية فرنسي شهير، وفقًا للدعوى المرفوعة من قبل شركة “كونسيرج” فرنسية تدعي “SARL Atyla “.

وتم تقديم الشكوى للمرة الأول العام الماضي، لكن الأدلة في القضية، التي اطلعت عليها مجلة”نيوزويك”، تشير أن القضية قدمت إلى المحكمة العليا في مدينة “نانتير” التي تقع في الضاحية الغربية للعاصمة باريس، في وقت سابق من هذا الشهر.

وأصبحت تفاصيل القضية معروفة قبل أيام قليلة فقط من زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا التي تستغرق 3 أيام، حيث وصل الأحد الماضي إلى باريس كجزءٍ من جولة عالمية للترويح لأجندته الثقافية، وقد فاز بالفعل بالتزام فرنسا بإنشاء “أوبرا” و”أوركسترا” وطنية في المملكة، كما تعهد بالفعل بتقديم مشاركات وإرسال وفد إلي مهرجان كان السينمائي هذا العام وفقًا لوكالة فرانس برس .

ومن المرجح أن تكون العائلة المالكة السعودية، أو على الأقل بعض أعضائها على دراية بالدعوة القضائية، فقد كان مارك بولاي مدير شركة “SARL Atyla “، على اتصال مع موظف بالعائلة المالكة يدعي “فرانشيسكو ساكوتو” منذ عام 2011، وفقًا لوثائق الشركة المدرجة في الادلة، واتصل به في يناير 2016 بشأن المدفوعات المستحقة، لكن لم يتسلم منه أية أموال.

وتطالب الشركة في الوقت الحالي، بدفع مبلغ 90 ألف يورو، حوالي 110 آلاف دولار ويشمل ذلك المبلغ المستحق بالإضافة إلي الفوائد من شركة تدعي SCI 25 Avenue Bugeaud ، وهي شركة متخصصة في إدارة ممتلكات العائلة المالكة وتدار من قبل إحدى بنات الفيصل وهي الأميرة لانا سعود الفيصل.

ويركز الجزء الأكبر من الادلة المقدمة على الرسائل المتبادلة عبر البريد الالكتروني والجوال، بين “بولاي”، الذي كُلف بصناعة 3 أفلام إباحية مدة كل واحدة 45 دقيقة، وبويل أنتولين دوجينيا، والذي وصف أنه المساعد الشخصي  للأمير الفيصل.

واستمر تبادل الرسال حول الأفلام عدة شهور على مدار عام 2011، ومناقشة الخدمات اللوجستية المتعلقة بتنفيذ الفيلم، مثل تاريخ ومكان التصوير، والذي يبدو أن يمنح ذلك الموافقة أو الرفض.

وكتب دوجينيا في رسالة بريد إلكتروني؛ ردًا على نص يصف الشخصية الأنثوية في الفيلم والتي تلعبها صديقة الأمير المغربية مقيدة ومعصوبة العينين” أنه (أي الأمير) لا يحب عصب العينين أو التقييد”.

 

دوجينيا أرسل في رسالة أخري تحديثات لـ بولاي بشأن الحالة الصحية للأمير الذي خضع لعملية جراحية في عام 2012 .

وظل الاثنان على اتصال حتى 2015 على الاقل، وفقا للوثائق، التي تشمل أيضًا صورة في غرفة المونتاج تظهر فيه الممثل والممثلة وهما يمثلان أحد المشاهد الجنسية، ونسخة من جواز السفر المغربي للمرأة، بالإضافة إلى دليل على أن الشركة تدير مبني فاخرا في باريس.

ووفقًا للمحامي الذي يمثل SCI 25 Avenue Bugeaud فإن الأدلة المقدمة هي من جانب SARL Atylaغير كافية لإثبات المطالبة بتسديد الأموال، وقال المحامي: إن موكله لا يدين بأي شيء في مستند قدم إلى المحكمة في ديسمبر 2017 ، ردا على شكوي Atyla ، التي قدمت فى مايو من ذلك العام ، فيما لم يرد المحامي على طلب للتعليق من مجلة نيوزويك.

ومن المقرر عقد جلسة استماع أولية في 15 نوفمبر، وبحسب ما نشرته صحيفة Le Journal de la Dimanche ، التي كانت أول من تحدث عن الدعوى القضائية، فإن أولئك الذين يتابعون المحكمة العليا فى “نانتير”يتطلعون إلى أن تصل تلك القضية إلي مراحلها النهائية والفصل فيها من قبل المحكمة المقامة أمامها.