إبراهيم سمعان
حذر موقع “Vox” الأمريكي من النتائج غير المقصودة للضربة الأمريكية المحتملة ضد سوريا، موضحًا أن مثل هذه الضربة قد تسفر عن حرب أمريكية روسية واسعة النطاق.
ومضى قائلا: “إذا قرر الرئيس دونالد ترامب ضرب سوريا، فقد يتسبب في بعض العواقب غير المقصودة، مثل زيادة خطر الدخول في إطلاق نار مع روسيا”.
وأضاف: “في ليلة الثلاثاء، قال السفير الروسيي في لبنان إن الجيش الروسي قد يسقط أية صواريخ يجري إطلاقها على سوريا، بل وحتى الانتقام من السفن أو الطائرات التي تطلق النار، استجاب “ترامب” للتهديد في الصباح التالي، مهاجمًا روسية بتبجحه المتميز”.
وأشار إلى أن الرد بتغريدة قال فيها “ترامب”: “استعدي يا روسيا الصواريخ قادمة، ستكون حديثة وذكية”.
ونوه بأن هذا الرد يأتي بينما يدرس فيه “ترامب” كيفية معاقبة دمشق بعد أن قامت قوات الأسد بهجوم كيميائي على بلدة “دوما” السورية.
ومضى قائلا: “هنا تتعقّد الأمور؛ روسيا مؤيد قوي للأسد، وقد ساعدت في دعم النظام منذ تدخل روسيا في سبتمبر 2015 في الحرب الأهلية، الطائرات الحربية الروسية تسقط قنابل في سوريا، مما يساعد الأسد على قتل مئات الآلاف من المقاتلين والمدنيين المناهضين للحكومة،كما أن موسكو لديها قوات مرتبطة بالكرملين في البلاد للمساعدة في محاربة القوات المناوئة للأسد، حتى أن بعضها هاجم القوات الأمريكية”.
وتابع: “لقد عبّر “ترامب” مرارًا عن رغبته في تحسين العلاقات مع روسيا، لكن الخبراء يقولون لي إن هناك فرصة لاندلاع حرب أمريكية روسية أوسع نطاقًا إذا ما انحرفت الضربات”.
ونقل عن بلال صعب، وهو خبير في شؤون الدفاع بمعهد الشرق الأوسط، قوله: “الخطر موجود، لكن أعتقد أنه صغير إذا قتلنا الجنود الروس -عمدا أو بطريق الخطأ- فهناك فرصة حقيقة أن تطلق روسيا -بماشرة أو بالوكالة- هجمات ضد قواتنا في سوريا”.
ومضى الموقع يقول: “في المنظور العام للأشياء، هذه هي القضية، ربما تصرف روسيا النظر إذا كانت الحكومة الأمريكية تعاقب الحكومة السورية بطريقة محدودة نسبيًّا، لكن إذا ضربت الولايات المتحدة أصولا روسية ـ خاصة أفرادها العسكريين ـ فإن الأمور يمكن أن تتحرك في اتجاه مختلف”.
ونقل عن هيثر كونلي، الخبيرة الأمنية الأوروبية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، قولها: “يمكن أن نتعثر في نزاع مباشر بسرعة كبيرة، الدولة ليست مستعدة لهذا الاحتمال”.
ولفت الموقع إلى أن أمريكا وروسيا تجنبًا حتى الآن الاشتباك الجدي في سوريا، رغم تعدد الأخطاء التي ارتبكتها القوات الأمريكية بحق القوات الروسية هناك.
ونقل عن شانا كيرشنر، الخبيرة في الشؤون السورية في كلية أليجني، قولها: “لقد تمكنت واشنطن وموسكو من تسوية النزاعات، الأمر الذي يشير بقوة إلى أن كلا الطرفين لا يريد التصعيد، لكن ليس من المعقول أن الإصابات المستمرة لن تكون استفزازًا”.
ونوه الموقع بأن الخبراء يعتقدون أن البلدين سيعملان معا لتجنب هذه النتيجة. ونقل عن فيصل عيتاني، الخبير في الشأن السوري بمركز أبحاث المجلس الأطلنطي “أعتقد أننا سنتواصل معهم”.
وأضاف الموقع “هناك أيضًا عنصر سياسي لهذا. يريد ترامب علاقات أوثق مع موسكو، لذلك من الصعب تصديق أنه سيعرض للخطر العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا عن طريق استهداف القوات الروسية”.
ومضى يقول “قد لا يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهتمًّا بتحسين علاقات موسكو مع واشنطن، لكنه لا يريد حرباً كما تقول كيرشنر”.
وتابع الموقع السؤال هو: هل يمكن للولايات المتحدة وروسيا تجنب الدخول في معركة أوسع بعد أن تطلق الولايات المتحدة صواريخ على سوريا، حتى لو لم يكن هذا الطرف يريد ذلك؟ يقول فريد هوف، المستشار الخاص للرئيس أوباما في عملية التحول في سوريا: لا شيء يخلو من المخاطر”.
وتابع “هوف”: “أظن أن أيًّا من الطرفين لا يريد مواجهة مباشرة، ولكن عندما تسير الأمور، هناك دائمًا مفاجآت ونتائج غير مقصودة.”
اضف تعليقا