العدسة _ باسم الشجاعي

واصل المغرد السعودي الشهير “مجتهد” على موقع “تويتر” الكشف عن تفاصيل جديدة وهامة تتعلق بالتغييرات في السياسة السعودية وكيفية إدارة الدولة في ظل ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” خاصة في المجال الأمني الداخلي.

وقال في سلسلة تغريدات مطولة: “في العهد السابق كان المدير الفعلي لأجهزة الأمن السياسي هو وزير الداخلية (نايف أو ابن نايف) وكان الجهاز لايتخذ قرارًا إلا بموافقة الوزير، فلا يعتقل شخص، ولا يحال للقضاء أو يطلق سراحه إلا بإذنه، كما يحدد الأمير طريقة معاملته، وإن كان سيتعرض للتعذيب وأي مستوى من مستويات التعذيب، إلا أنه في العهد الحالي اجتمعت هذه السلطة شكليًّا في يد الهويريني، لكنها حقيقة بيد مجموعة من المستشارين المصريين، وتحول الهويريني إلى سكرتير تنفيذي يصدر الأوامر طبقًا لما يصله من توجيهات المستشارين، ولا يعرض قرار الاعتقال السياسي ولا ما بعد الاعتقال على أي أمير، إلا إذا رغب “بن سلمان” أن يتدخل.

وألمح إلى أن سبب ربط هذه القرارات بوزير الداخلية في العهد السابق، هو تأكد الوزير شخصيًّا من مداراة الموازنات الحساسة المرتبطة بالتركيبة الدينية والقبلية والاجتماعية، وهو أمر لم يعد له قيمة في العهد الحالي؛ حيث لا يكترث “بن سلمان” إلا بشيء واحد: هل السفارة الأمريكية مهتمة بالمعتقل؟.

وأوضح “مجتهد” أن وزير الداخلية كان يطلع على كافة التفاصيل ويرفع نسخة منها للملك والأمراء الكبار “سلطان وسلمان وأحمد وعبدالله” حين كان فهد ملكًا، أما الآن فلا يرفع شيء إلا لـ”بن سلمان” وشخصيات هو يختارها، في مقدمتهم “سعود القحطاني” الذي أعطي ضوءًا أخضراً للتدخل في أي شأن أمني يريده.

وتابع: “إن الوزير في العهد السابق لا يكترث بالمعتقلين العاديين لكن يجامل ذوي المعتقلين إن كانوا من الشخصيات الهامة، وربما قابلهم وتحاور معهم وتبسط معهم وأظهر تجاوبًا مع بعض مطالبهم، أما الآن فلا أحد يرد على ذوي المعتقل حتى لو كانوا من الشخصيات الثقيلة اجتماعيًّا”.

وأردف “مجتهد” قائلًا: “كانت السياسة السابقة (مع استثناءات قليلة) تركز على ذات المعتقل أو المطلوب، ولا يتعرض أحد من ذويه لأي مضايقة، إلا أن توجد قرينة تدل على علاقة تجريمية. في العهد الحالي، كل ذوي المعتقل أو المطلوب عرضة للإيذاء لابتزازه حتى لو كانوا آباء أو أمهات أو زوجات أو أبناء وبنات”.

واستطرد قائلًا: “نفس الكلام يسري على المعارضين في الخارج؛ فقد كان العهد السابق يبالغ في مداراة ذوي المعارضين، وذلك من أجل إحراجهم والظهور بمظهر رب الأسرة الرحيم (زعمًا). في العهد الحالي صار أقاربهم عرضة للابتزاز والمضايقة ومنع السفر، حتى لو كانوا من المعارضين “المعتدلين” (نموذج سعيد بن ناصر)”.

وفيما يتعلق بسياسة المملكة بالاستعانة بقوات أجنبية، قال “مجتهد”: “كانت السياسة السابقة تقبل بمبدأ الاستعانة بقوات من خارج المملكة بشرطين؛ الأول أن تكون عربية/مسلمة (الأردن والمغرب وباكستان)، والثاني أن تكون مهمتها داعمة واحتياطية ولا يلجأ إليها إلا للضرورة القصوى، وفي الحقيقة لم يجر استخدامها في التعامل المباشر مع الناس في السابق”.

وأوضح أنه في العهد الحالي جلب “بن سلمان” المرتزقة من بلاك ووتر من جنسيات متعددة بعد أن رتب له “بن زايد” كل شيء، وشاركوا حقيقة في عمليات حراسته وحراسة بعض الشخصيات العزيزة عليه ونفذوا عمليات أمنية، وخاصة ما جرى في اعتقال الأمراء أو مواجهتهم (حادثة قصر الحكم بالرياض)”.

وأردف قائلًا: “في العهد السابق كان الجهاز الأمني يتحاشى نشر أية معلومات خاصة أو شخصية عن المعتقلين أو خصوم السلطة مما تم الحصول عليه بالتجسس، ليس طيبة منه ولا احترامًا للخصوصية، لكن قناعة أن هذه السياسة تضر سمعة السلطة وتؤتي مفعولًا معاكسًا على المدى البعيد، حتى لو نفعت مؤقتا في التأثير على الخصوم”.

وكشف أنه في العهد الحالي غير الجهاز سياسته وصار يستخدم هذه المعلومات لتشويه صورة خصومه ليس بشكل رسمي ببيانات من السلطة أو في وسائل الإعلام، بل من خلال الذباب الإلكتروني في وسائل التواصل الذي يكاد يكون حديثه باسم النظام موثقًا وتمثيله للنظام تمثيلًا شبه رسمي.

وشدد “مجتهد” على أنه في العهد السابق كانت المعلومات الأمنية وتقارير المحققين خاصة بأجهزة البلد فقط، ولا يصل للدول الأخرى شيء حتى أمريكا إلا بعد تصفية وانتقاء وحذف وإضافة، ولم يكن الدافع وقتها حماية أسرار الوطن بل خوفًا من أن تصلهم تفاصيل تبين حقيقة التحديات التي تواجه السلطة في هذه التقارير.

وأكد “مجتهد” على أنه “في العهد السابق كان لكل واحد من كبار الأمراء (أبناء وأحفاد عبدالعزيز) حماية شخصية من قوات الأمن الخاصة، سواء في قصره أو مرافقة له في تحركاته. وكان لهم حصانة كاملة، ولا يمكن اعتقالهم ولا وضعهم تحت الإقامة الجبرية، ولم تحصل ولا حالة اعتقال واحدة للكبار منذ عزل الملك سعود”.

وختم “مجتهد” تدويناته موضحًا التحول في السياسة المتبعة مع الأمراء في العهد الحالي، قائلًا: “في العهد الحالي ألغيت الحراسة ووضع بدلا منها قوات للحصار والمراقبة، وصحيح أن اعتقالات الريتز لم تشمل أبناء عبدالعزيز لكن تحركاتهم مقيدة، وحالتهم أقرب للإقامة الجبرية وأعجب تطور في هذا الأمر أن “دليم” تولى ملف العائلة، ما عدا ابن نايف وعبدالعزيز بن فهد اللذين أوكل ملفهما لتركي آل الشيخ”.