إبراهيم سمعان
بينما كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحتفل بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، سقط عشرات الفلسطينيين على حدود قطاع غزة برصاص الجيش الإسرائيلي.
مجلة “لوبوان” الفرنسية سلطت الضوء على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال قبيل حفل افتتاح سفارة واشنطن في القدس، والتي أسفرت عن نحو 52 شهيدًا وأكثر من 900 جريح.
وقالت المجلة: التباين كان مذهلًا؛ ففي القدس الابتهاج، مع افتتاح المبنى المؤقت للسفارة الأمريكية، حيث يصفق الضيوف الثمانيمائة إسرائيليون وأمريكيون، لخُطَب المسؤولين. بدءًا من السفير ديفيد فريدمان إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مرورًا بجاريد كوشنير، صهر الرئيس الأمريكي أو الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.
وأضافت “المتحدثون كلهم استحضروا ​​الرابط الذي يربط مدينة الملك داود، منذ 3000 سنة، بمدينة بالقدس التي اعترف الرئيس الأمريكي في السادس من ديسمبر الماضي بأنها عاصمة لإسرائيل ووعد بنقل سفارة بلاده إليها”.
وكما قال جاريد كوشنر: “هذا القرار يعترف فقط بالحقيقة: القدس هي عاصمة إسرائيل”، ومن جانبه، أشاد دونالد ترامب على تويتر بمـا أسماه “يوم عظيم” لإسرائيل.
وأشارت المجلة إلى أنه على بُعد حوالي ستين كيلومترًا، على الحدود بين غزة وإسرائيل، كانت مشاهد عنف لا تصدق. عشرات الآلاف من المتظاهرين الفلسطينيين اشتبكوا مع جيش الاحتلال، الذي أمر بمنعهم من دخول الأراضي الإسرائيلية وأطلق الذخيرة الحية تجاههم؛ حيث ارتفعت حصيلة القتلى من الفلسطينيين باطراد على مدار الساعات.

وحتى كتابة هذا التقرير، بلغت 52 قتيلًا، إضافة إلى أكثر من 2200 جريح، بينهم العديد جراء إطلاق النار.
وبيّنت أنه في فترة ما بعد الظهر، كان لهذه الحرب صورة أخرى؛ إذ قصف سلاح الجو الإسرائيلي أربعة مواقع لحركة حماس في منطقة جباليا، أكبر مخيم للاجئين الكبير وسط قطاع غزة.

وتؤكد “لوبوان” أنه عند افتتاح السفارة، في هذا اليوم الدموي على الحدود بين غزة وإسرائيل قال بنيامين نتنياهو: “أشيد بجيشنا، الذي يدافع عن حدودنا الآن”. فيما وقف جميع الضيوف يصفقون بشكل من التباهي.
ولفتت إلى أنه بالنسبة إلى نتنياهو وحكومته وجزء كبير من الجمهور، فإن الجيش يدافع عن نفسه “ضد الإرهابيين الذين ترسلهم حماس ويريدون تدمير إسرائيل”، ففي استطلاع حديث للرأي، قال 71٪ ممن شملهم الاستطلاع إنهم يبررون استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين في غزة.
وأضافت المجلة يبقى السؤال الكبير: هل سيشعل ويكتسب المزيد من الزخم أم لا، وهل يمتد إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية؟ فالثلاثاء 15 مايو يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة، أو بعبارة أخرى، هزيمة العرب عام 1948 ومأساة اللاجئين.
وأشارت إلى أنه بالنظر إلى إراقة هذا العدد من الدماء اليوم، فإن سكان الضفة الغربية، والجزء الشرقي من المدينة المقدسة، وكذلك أيضًا عرب 48، قد يتغير وضعهم ويتضامنون مع غزة وتكون هناك تعبئة هائلة.
من جهته أدان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة وأكد أن “الولايات المتحدة لم تعد وسيطًا في الشرق الأوسط” بعد نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وموضحًا أن السفارة عبارة عن “بؤرة استيطانية أمريكية” في القدس.

أما جيش الاحتلال فنشر في عدة أجزاء نظامه المضاد للصواريخ الباليستية “القبة الحديدية” تحسبًا لأي تصعيد جديد من غزة من خلال إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فهل ستندلع حرب جديدة في غزة، كما حدث في صيف 2014؟ الجيش لا يستبعد أي سيناريو.