جلال إدريس

لا جديد، لا ساكن حركه العرب من أجل الدماء التي سقطت في غزة خلال إحياء الفلسطينيين للذكرى السبعين لـ”يوم الأرض”، والتي استشهد فيها أكثر من 60 فلسطينيًّا، ونحو 3 آلاف مصاب، جميعهم سقطوا وأصيبوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.

وكما لم يحرك العرب ساكنًا لدماء الشهداء، فهم أيضًا لم يحركوا ساكنًا على نقل الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها لمدينة القدس الشريف، فقط اكتفوا بدعوات للتهدئة وضبط النفس.

وباستثناء تركيا وبعض الدول الإفريقية، لم يتخذ العالم مواقف جادة تجاه الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة ضد الفلسطينيين، سوى ببيانات إدانة باهتة، يستعرضها (العدسة) من خلال التقرير التالي:

تركيا تطرد سفير إسرائيل

كان الموقف التركي هو أقوى المواقف الدولية على الإطلاق؛ إذ أعلن  التليفزيون الرسمي التركي، اليوم الثلاثاء، أن تركيا طلبت من السفير الإسرائيلي لديها بالعودة لبلاده، احتجاجًا على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بمليونية العودة شرق غزة أمس.

وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن وزارة الخارجية التركية استدعت السفير الإسرائيلي لدى أنقرة، وطالبته بمغادرة البلاد.

وذكر الموقع أن وزارة الخارجية التركية طالبت السفير الإسرائيلي، نيتان نائيه، بمغادرة البلاد، بسبب المجزرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي في غزة أمس.

وقال الموقع إن وزارة الخارجية التركية، أعلنت “نائيه” شخصًا “غير مرغوب” فيه في البلاد.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال إن نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتحملان مسؤولية ما جرى أمس بحق الفلسطينيين في غزة، واصفًا أعداد الشهداء والجرحى في غزة، بـ”الكارثة”.

وأشار إلى أن الجنود الإسرائيليين استخدموا الرصاص الحي ضد المتظاهرين الفلسطينيين، على الشريط الحدودي، المحتجين على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مشددًا على أن هناك مسؤولين عما حدث في غزة أمس، “هما ترامب ونتنياهو”.

كما أعلنت تركيا الحداد لمدة ثلاثة أيام تضامنًا مع الفلسطينيين، ووصفت “إسرائيل” بأنها إرهابية، بعدما قتلت قواتها ما لا يقل عن 61 فلسطينيًّا على حدود غزة، كما طالبت الحكومة التركية مجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية بعد دعوة الكويت وفلسطين إلى عقد جلسة طارئة.

وخرج آلاف الأتراك والعرب في مسيرات ضخمة في تركيا تضامنًا مع قطاع غزة ورفضًا للمجازر الإسرائيلية، ونُكّست الأعلام التركية اليوم.

جنوب إفريقيا تستدعي السفير

“جنوب إفريقيا” هي الأخرى كان موقفها من تلك المجزرة البشعة حاسمًا، إذ استدعت جمهورية جنوب إفريقيا سفيرها لدى “إسرائيل”، على خلفية قتل قوات الاحتلال لعشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف.

ونقلت صحيفة “تايمز” الجنوب إفريقية، عن وزارة الخارجية قولها: إن “حكومة جنوب إفريقيا تدين بأشد العبارات العمل العدواني الأخير الذي قامت به القوات المسلحة الإسرائيلية على حدود غزة، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 40 مدنيًّا”.

وأشارت الخارجية في بيان لها أنه نظرًا “للطابع العشوائي للهجوم الإسرائيلي” قررت حكومة البلاد استدعاء السفير سيسا نغومباني فورًا، حتى إشعار آخر.

واعتبرت أن أعمال “إسرائيل” تشكل عائقًا أمام حل دائم للنزاع في الشرق الأوسط.

إدانات عربية باهتة

فيما جاءت ردود الفعل العربية باهتة وضعيفة تجاه المجزرة، واكتفى العرب ببيانات إدانة واستنكار، بالإضافة لدعوة الجامعة العربية لعقد قمة طارئة غدًا.

وحمّلت السلطة الفلسطينية الاحتلال المسؤولية الكاملة عن “التصعيد الخطير” في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة قطاع غزة، معتبرة استهداف المدنيين العزل “جريمة حرب”.

فيما حمّلت الحكومة الأردنية إسرائيل “كقوة احتلال” المسؤولية عن “الجريمة التي ارتكبت في قطاع غزة”، ودعت المجتمع الدولي إلى توفير حماية للشعب الفلسطيني، كما أدانت وزارة الخارجية السعودية استهداف المدنيين الفلسطينيين من جانب القوات الإسرائيلية.

وأدانت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، استخدام القوة الغاشمة ضد الفلسطينيين السلميين، معتبرة أنه تصعيد خطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكذلك أدانت مملكة البحرين استهداف المدنيين الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة رفضها لاستخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين في غزة.

وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها بشدة لاستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين العزل.

وأعربت الإمارات بشدة عن إدانتها للتصعيد الإسرائيلي الذي يشهده قطاع غزة، والذي أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

وأعلن العراق، عبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد محجوب، عن تضامنه الكامل مع الفلسطينيين، ورفضه القاطع لهذا الإجراء، محذرًا “من عواقب هذه الخطوة لما ستسببه من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة وأثر سلبي على الصعيدين السياسي والأمني.

وأدانت دولة قطر بأشدّ العبارات “المجزرة الوحشية والقتل الممنهج”، الذي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين العزّل بغزة.

وأدانت الخارجية التونسية، بأشد العبارات، عمليات القتل الممنهج، واستهداف المسيرات السلمية المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، إثر التصعيد الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة.

فيما حمّلت المملكة الأردنية الهاشمية سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة بشأن الجرائم التي تم ارتكابها في قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي للتدخل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل.

إيران تستنكر

إيران أيضًا أكتفت بالإدانة، إذ أدان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المجزرة الإسرائيلية، وقال في تغريدة على موقع “تويتر”: “إنه يوم عار عظيم، مجازر النظام الإسرائيلي التي ترتكب بدم بارد ضد المتظاهرين الفلسطينيين لا تحصى، وفي الوقت نفسه “ترامب” يحتفل بنقل سفارته غير الشرعية (إلى القدس)”.

“العفو الدولية”: جريمة حرب

بينما اعتبرت “منظمة العفو الدولية” ما تقوم به إسرائيل بمثابة “جرائم حرب ضد الإنسانية”.

وعبر حسابها في “تويتر” قالت إن ما تقوم به قوات الاحتلال هو خرق مَعيب للقانون الدولي، وأنه في بعض الحالات ارتكب ما يبدو أنها عمليات قتل متعمدة تشكل جرائم حرب.

فيما أدانت لجنة القضاء على التمييز العنصري التابعة للأمم المتحدة استخدام إسرائيل “للقوة المفرطة” ضد المظاهرات الفلسطينية، وأكدت في بيان أن آلاف المتظاهرين الفلسطينيين الذين قتلتهم أو أصابتهم إسرائيل لا يشكلون تهديدًا أمنيًّا على الإطلاق.

الأمين العام يقلق كالعادة

وكعادة “الأمين العام” في الكوارث التي تحل بالبلدان العربية عبر الرجل عن قلقه، إذ أعلن  الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه إزاء مجزرة غزة، ونقلت وكالة “أسو شيتد برس” الأمريكية عنه قوله: “أنا قلق بشكل خاص بشأن الأخبار القادمة من غزة وتفيد بوقوع عدد كبير من القتلى”.

أوروبا تدعوا للتهدئة

وعلّق الاتحاد الأوروبي على المجزرة بقوله إنه “على إسرائيل أن تحترم حق التظاهر السلمي ومبدأ عدم الإفراط في استخدام القوة”.

بينما دعت بريطانيا إلى “الهدوء وضبط النفس” في قطاع غزة، وعبّر المتحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، للصحفيين عن “قلقه” إزاء ما سماه “العنف وفقدان الأرواح في غزة”، مضيفًا أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس “لا يساعد احتمالات السلام في المنطقة”.

وقد دعت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني إسرائيل إلى احترام حق المتظاهرين الفلسطينيين وعدم الاستعمال المفرط للقوة، كما دعت قادة المظاهرات في غزة إلى ضمان بقائها سلمية، وجدد الاتحاد الأوروبي تمسكه بحل الدولتين على حدود عام 67 تكون القدس عاصمتهما.

جلسة بمجلس الأمن

فيما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة، الثلاثاء، لبحث التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، ووقف أعضاء مجلس الأمن في البداية دقيقة حدادًا على أرواح الضحايا الفلسطينيين في غزة.

ودعا نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى التنديد باستخدام إسرائيل القوة المميتة ضد الفلسطينيين، وقال إن قتل الفلسطينيين في غزة أمس لا مبرر له.

وقال إن سكان غزة يتظاهرون منذ 6 أسابيع من أجل إسماع أصواتهم، وهم يعيشون فيما يشبه السجن، وواجبنا الاستماع إلى معاناتهم، وعاشوا الكثير من ندوب الحرب.