ربى الطاهر
لم يكد المقرئ الكويتي “مشاري راشد العفاسي” يفرغ من ذلك الهجوم الذي تعرض له إثر انتقاده لجماعة الإخوان المسلين، واتهامهم بأنهم يريدون فصل الدولة عن الدين حتى دخل في معركة جديدة خسر فيها الكثير من مريديه، بعد أن توجَّه هذه المرة إلى انتقاد حركة حماس إثر إدانتها لتلك الضربة العسكرية التي وجهتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا لمواقع تابعة للنظام السوري.
وهاجم العفاسي عبر تويتر حركة المقاومة الإسلامية حماس واصفًا اياهم بـ”الإخونجية الخائنين”، فيما ذكره بتغريدته التى قال فيها “الحمد لله الذي كشف الإخونجية الخائنين، فحالهم لا يخفى إلا على غافل ساذج محسن للظن في كل حال، يعرف الخير فقط ولا يعرف الشر”.
واستمر العفاسي فيما بدأه من مهاجمة جماعة الإخوان المسلمين متهمًا إياهم بأنهم يبررون التطبيع مع إسرائيل لدول ويحذرون منه لدول أخرى، ملمحًا بذلك إلى تركيا.
وكتب تغريدة على حسابه قال فيها: الإخونجي إمعة مؤدلج يبرر التطبيع لدول! ويتكهن بالتطبيع ويحذر منه لدول أخرى! إنها دوافع واتهامات وفزّاعات حزبية بلا أدلة !”.
وأضاف: “التطبيع ليس مصطلحًا شرعيًا بل هو مصطلح سياسي مطاط غير منضبط، أما الصلح فهو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حال الضعف كما فعل في صلح الحديبية مع المشركين حتى فتح مكة”.
ولم تلق تلك التدوينة ترحيبًا من كثيرين من متابعيه على موقع تويتر، بل العكس فقد أثارت ضده الانتقادات، خاصة أن حديثه يفهم منه موافقته على الصلح مع إسرائيل.
فورد بأحد التعليقات : “تُشبه يهود قريش بالكيان الصهيوني المغتصب!! وتدعو للصلح صدق العوضي يوم قال “تدنس المفكرين والعلماء”.
وورد تعليق آخر يقول: “الصلح النبوي كان في مصلحة المسلمين و لم يكونوا في حالة ضعف فمن أين جئت بأن المسلمين عند صلح الحديبية كانوا في حالة ضعف؟ ومرة أخرى الصلح النبوي كان لمصلحة المسلمين وليس للكفار والتطبيع الراهن من قبل دولنا ليس فيه مصلحة للمسلمين بل لدولة الكيان الصهيوني”.
واضاف آخر: “نعم الصلح الذي يجر على المسلمين المنافع الدينية والدنيوية هو خير أما إن كان هذا الصلح سيجعلنا نتنازل عن الأقصى المبارك وعن ديننا وعن إسلامنا وننصهر في هوى الغير ليس هذا بصلح بل تطبيع يطبع به على قلوب الطبعين نسأل الله السلامة والعافية”.
واستشهد العفاسي فيما دافع عنه من دعواه للتطبيع بفتاوى للشيخ بن عثيمين حول أنواع الصلح مع الكفار، والرد على المشنعين على تجويز الصلح مع اليهود، والشيخ عبد العزيز بن باز حول في جواز الصلح مع اليهود وكلاهما يجيز فيها الصلح مع اليهود في حال كونه أمرًا سياسيًا على ألا يكون صلحًا دائمًا.
وتابع بعدها العفاسي تدوين تغريدات أخرى قائلًا: ”المقدسات مكة والمدينة والأقصى خط أحمر عند كل مسلم! لكن متى ندرك أن تحرير المقدسات لا يأتي بسنوات من الشجب والتنديد بل برجوعنا إلى ديننا “إن تنصروا الله ينصركم” تنصروا الله وليس عروبتكم وقومياتكم وتحزباتكم وآيديلوجياتكم!”
وأعقبها في إصرار على قبوله التطبيع وتوضيح ضرورته بحسب اعتقاده: ”إن صلح الحديبية هو هدي النبي ﷺ في تحرير الكعبة أو فتح مكة”.
إلا أن هذه التغريدات قد فتحت عليه بابًا من الردود القاسية المبطلة لأدلته التي استدل بها والتي اعتبرها المنشطاء مسيسة
فجاء احد الردود من— بُشرىٰ. (@Bushraqu5) May 22, 2018
“أولًا هناك فرق بين اليهود والصهاينة! حتى إن كثير من اليهود حول العالم ضد إسرائيل!
ثانيًا استدلالك بصلح الحديبية استدلال خاطئ، أول نقطة تُسقطه هي أن قريش هم أهل مكة وليسوا مغتصبين! هذا بغض النظر عن عوامل أخرى لا تخفى عليك!
وعبر التاريخ لا يوجد مغتصب نال من المسلمين وقوبل بالصلح!
أما — Ahmad Hazbouz (@AhmadHazbouz) May 20, 2018 فقال :
أول خطوة في تحرير القدس، هو ان يقعد امثالك ويصمت
— ♧ مُحَمّـــــد بن بِــــــلاَل ♧ (@alfarsalabud) May 22, 2018
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)
[سورة الصف 2 – 3]
وتسآل أحمد (@Ahmaadkabli) May 20, 2018
وانت تقرا القرآن ما مرت عليك هذي الآية ؟
إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون
وواصل العفاسي تغريداته التي ظل يدافع فيها عن دعوته للتطبيع قائلًا: ”لا تزايدوا علينا في ديننا يا إخوان! فنحن لا نوافق ولم نوافق على التطبيع والاعتراف بإسرائيل !”
واستطرد مدافعًا عن تطبيع “ابن سلمان”: ”الأولى بكم قبل التكهّن والتوقع وتصديق شائعة تطبيع #السعودية أن تنكروا وتشنّعوا على من طبّع وصرّح بالتعامل معها ! والقول بالهدنة والصلح ليس تطبيعًا واعترافًا واقرارًا بحق إسرائيل !”
وكان العفاسي قد تناول جماعة الإخوان المسلمين بالانتقاد منذ فترة وجيزة فقال على صفحته الخاصة على موقع تويتر: أن التقوى ميزان التفاضل بين الناس “والوزن يومئذٍ الحق”، أما ميزان الإخونجية: لن تكون صالحًا إلا إذا كنت منا، أو لعبة عندنا، أو أداة لنا، أو تصوت لنا في الانتخابات، وإلا فأنت عدو للدين كافر لا حظّ لك في الإسلام.
وعلى الرغم من تلك الردود اللاذعة التي تناولها المنشد الكويتي إلا أنه استمر في نشر نفس التغريدات التي يتناول فيها الجماعة بالهجوم والهجاء، فقام بالردّ على منتقديه قائلًا: “بالنسبة للناس الطيبة التي تقول :خليك بالقرآن 1- أشكر حرصهم ونصحهم 2- لم ينزل القرآن علي لحالي 3- تعال خلنا كلنا بالقرآن 4- هل كان هدي النبي ? التلاوة في كل حين؟ 5- ألا يتوجب علي كداعية التحذير من أهل الأهواء والصبر؟ 6- ألا يحق لي حرية التعبير؟ 7- من قال أن القارئ ليس داعية؟”.
وأضاف: “لأن القضية شرعية بالنسبة لي فلن أسكت بعد الآن وأسأل الله أن يغفر لي تقصيري وسكوتي عن هذه الجماعة التي شملت تحتها كل فرقة ضالة فليست القضية عندي شخصية ولا سياسية فكم تعرضت للشتم ولم أرد، لكني اليوم أرد عن ديني من خطر وقوع السيف بين المسلمين وعلى أدوات التحريض والتكفير أن تكف وتتوب”.
واستمر في نفس الهجوم قائلًا: الحمدلله الذي كشف الإخونجية الخائنين، فحالهم لا يخفى إلا على غافل ساذج محسن للظن في كل حال، يعرف الخير فقط ولا يعرف الشر، أما نحن فنسأل الله أن يهلك الظالمين بالظالمين ويخرجنا من بينهم أمة واحدة بكتاب الله وسنة رسوله متمسكين.
واستطرد في الإشارة لسبب هذا الهجوم “أن سبب هجوم الإخوانجية عليّ تغريدة عن حماس، و الإخونجية الذين لا يعتبرون شتمهم واتهاماتهم فجور بالخصومة ويريدون منا أن نتخلق معهم بمكارم الأخلاق”.
وقال العفاسي كذلك: “أنهم يريدون فصل الناس عن كبار العلماء وإطلاق أبشع الأوصاف عليهم مثل علماء السلاطين وعلماء الحيض والنفاس ولا غرابة فهم يحاربون السنة وأهل الحديث ويتحالفون مع أهل البدع والأهواء من أجل كرسي!”.
وأخيرًا قال العفاسي بمعرض هجومه “أن جهاد الكلمة في هذا العصر عصر الحروب الإعلامية أبلغ وأولى قال تعالي: “وجاهدهم به ( أي القرآن ) جهادًا كبيرًا” ، وهذا النوع من الجهاد الذي قصّرنا فيه كثيرًا، هو جهاد دائم ليس كجهاد السيف الوقتي المحدود، فاجتهدوا ياشباب العقيدة في الذبّ عن ديننا والتحذير من أم الجماعات الضالة وراعيتهم”.