“مر عام على حصار قطر، فهل استطاعت هذه الدول إخضاع قطر وإجبارها على القبول بتلك المطالب؟ ومن المنتصر في هذه الأزمة حتى الآن؟”.. في هذا الإطار، نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية مقالًا قال فيه كاتبه: إن “قطر انتصرت على الحصار الذي تقوده السعودية”.

ويقول المقال التحليلي إن التحالف الذي تقوده السعودية أراد لدولة قطر أن تكون منبوذة بشكل دائم، بيد أن قطر أصبحت بعد مرور عام على الحصار المفروض عليها تتمتع بنفوذ أكبر في الغرب أكثر من أي وقت مضى.

ويضيف أن الهدف الحقيقي للحصار تمثل في جعل قطر دولة تابعة غير قادرة على القيام بأية سياسة خارجية مستقلة، وأنه من أجل تحقيق هذا الهدف، بذل المعسكر السعودي جهودًا واسعة النطاق للعلاقات العامة في العواصم الغربية لزيادة الضغط الدبلوماسي على قطر وتحويل الرأي العام ضدها.

بيد أن النتيجة كانت هي أن دول الحصار وليس دولة قطر، هي التي عانت من أكبر الأضرار في سمعتها.

وكانت دول الحصار ممثلة في السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر -والتي أصبحت تعرف باسم الرباعية المعادية للدوحة- كانت قد فرضت، في الخامس من يونيو 2017، حصارًا بريًّا وبحريًّا وجويًّا على قطر.

 

واقتضت التدابير التي اتخذتها دول الحصار الضغط على قطر بشكل قوي ومطالبتها بالالتزام بقائمة من المطالب، لكنه تبين أن قطر بعد مرور عام لم تتمكن من مواجهة العاصفة فحسب، بل يبدو أنها ظهرت كالفائز الرئيسي في الصراع برمته.

فلقد فشلت دول الحاصر في إجبار قطر على قبول المطالب الثلاثة عشر، التي تضمنت إغلاق قناة “الجزيرة”، وغيرها من المطالب.

بيد أنه على الرغم من كل التدابير التي اتخذتها دول الحصار، فإن الأزمة تسير حتى الآن في صالح قطر