قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن دولة قطر لم تظهر فقط صمودًا أمام عاصفة الحصار الذي فرضته عليها دول خليجية إضافة إلى مصر، لكنها خرجت أيضا من الأزمة باعتبارها “الرابح الأكبر”.
واعتبرت المجلة في تقرير لها، بمناسبة مرور عام على حصار قطر، أن رباعي الحصار “فشلوا في مهمتهم لإجبار قطر على قبول مطالبهم الثلاثة عشر.. ومن بينها إغلاق قناة الجزيرة وغيرها من الوسائل الإعلامية التي يقولون إنها ممولة من الدوحة”.
ونقلت فورين بوليسي في التقرير، الذي حمل عنوان “قطر تفوز في الحصار السعودي”، عن مسؤولين خليجيين رفيعي المستوى من المنخرطين في تسوية الأزمة قولهم إنه كان من الواضح من البداية أن “المعسكر السعودي” لم يكن مقتنعا بأن قطر لن تغير سياساتها بشكل جذري حتى وإن انخرطت في تنفيذ المطالب.
وأكدت المجلة أن “الهدف الحقيقي لرباعي الحصار كان تحويل قطر إلى دولة تابعة غير قادرة على تنفيذ سياسة خارجية مستقلة، ولتحقيق هذا الغرض شن المعسكر السعودي حملة شاملة للعلاقات العامة في العواصم الغربية لزيادة الضغط الدبلوماسي على قطر وتحريض الرأي العام الدولي ضدها.”.
وأردفت فورين بوليسي:” لكن رغم تلك الإجراءات، فإن الأزمة وتطوراتها صبت في النهاية لمصلحة قطر”، معتبرة أن أكثر المؤشرات وضوحا على أن قطر خرجت رابحة من الحصار هي تلك الملاحظات التي أبداها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لدى استقباله لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان في البيت الأبيض في أبريل الماضي، عندما هاجم السياسات السعودية، فيما يتعلق بتمويل الإرهاب، وأشاد بدور قطر في هذا الصدد.
وقالت المجلة إن المسؤولين الخليجيين المناهضين للدوحة يعترفون سرا بأن خصمهم يفوز في واحد من أهم أشكال الصراع، وهو مجال العلاقات العامة واكتساب التعاطف الدولي والمساندة لمواقف قطر من الأزمة.
ونقلت المجلة عمن وصفته بمسؤول عربي رفيع المستوى- فضل عدم الكشف عن هويته – قوله إن قطر استخدمت الأوراق المتاحة لديها جيدا، وذلك ردا على سؤال لفورين بوليسي عما يعتقد بشأن فوز الدوحة في حرب العلاقات العامة خلال فترة عام من الحصار المفروض عليها.
وأضاف المسؤول أن كثيرين ينظرون للأزمة ولسان حالهم يقول: “’انظروا، هذه دولة قطر الصغيرة تتكاثر عليها دول كبيرة مثل المملكة العربية السعودية‘” معتبرا أنه من الطبيعي للغاية أن ينحاز الكثيرون إلى صف قطر.
اضف تعليقا