ربى الطاهر

اهتم العلماء في الأونة الأخيرة بدراسة تأثير الأطعمة التي نتناولها ونوعيتها على حالتنا النفسية ومزاجنا؛ لما اكتشفوه من تأثير واضح للطعام على مزاج الإنسان، بل وصل الأمر أن العلماء يمكنهم الكشف وتحديد شخصية الفرد من خلال معرفة عاداته الغذائية ونوعية طعامه وكميته.

فقد نشر موقع medical express  دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة بينغهامتون الأمريكية حول تأثير الطعام على الحالة النفسية، وخلصت نتائج الدراسة  إلى أن هناك تأثيرًا قويًا للغذاء على مزاج الإنسان.

وقد أكدت إجابات المبحوثين ممن تنحصر أعمارهم ما بين 18 – 28 أن حالتهم النفسية تتحسن في حال تناولهم اللحوم بشكل منتظم وأن تناولها يشعرهم بالسعادة.

أما الأشخاص الذين تجاوزوا الثلاثين من عمرهم فقد أكدوا أنهم يكونون بمزاج أفضل حال ابتعادهم عن الأطعمة التي تشتمل على مضادات الأكسدة؛ لما تسببه من اضطرابات في الجهاز الهضمي ينتج عنه الشعور بالإجهاد واضطراب المزاج نتيجة لذلك.

الأغذية المصنعة

كما نشرت مجلة  THE BRITSH JOURNAL PYSCHIATRY  دراسة مهمة حول علاقة الغذاء بالاكتئاب، وقد أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة  college London  أن الأشخاص الذين يتناولون أطعمة طبيعية  وطازجة كالخضروات والأسماك والفواكه أقل عرضه للإصابة بالاكتئاب بنسبة 26 %، بينما أولئك الذين يعتمدون في طعامهم على الأغذية المصنعة والوجبات السريعة هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 54 % وفي أبحاث  اخرى تناولت تأثير اضطراب الغذاء على سلوك الأشخاص.

أكدت دراسة أجرتها جامعة سويسرية أن الأشخاص الذين يعانون اضطراب الغذاء مثل فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام هم الأكثر عرضة للانحراف السلوكي من غيرهم، حيث أكدت النتائج أن اضطراب الغذاء يؤثر على الجهاز العصبي كأن يفتقد الجسم عنصرًا من العناصر اللازمة له، مما يؤثر على جهازه العصبي، وهو ما يؤثر بشكل أو بآخر على سلوك الإنسان.

فالجسم يحتاج لعدد من العناصر كالفيتامينات والبروتينات والدهون والكربوهيدرات، وأكد الباحثون أن الأفراد الذين يعانون مشاكل أسرية ونفسية يعانون بشكل واضح من اضطراب الغذاء سواء في شكل شَرِه في تناول الطعام أو فقدان للشهية، وأن اتباع نظام غذائي متوازن يساعد على التمتع بصحة نفسية وبدنية.

الصحة الذهنية والغذاء

وفي نفس هذا الإطار الذي يؤكد وجود علاقة تبادلية بين الغذاء والمزاج أكد تقرير لمؤسسة الصحة الذهنية  “ميند”  أن  تسعة من بين عشرة أشخاص يعانون من اضطرابات ذهنية يعانون أيضًا من اضطرابات غذائية، وأن هناك علاقة واضحة بين الصحة النفسية والبدنية ونوعية الغذاء.

 

أطعمة  تحسين المزاج

وقد حدّد خبراء التغذية قائمة من الأطعمة التي تساعد على تحسين الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، وذلك لأنها تزيد من مادة السيروتونين التي تساعد على إفراز هرمون السيروتونين الذي يعطي الإنسان الشعور بالسعادة والفرح ومن هذه المأكولات الشوكولاتة، وهي من أكثر الأطعمة التي تساعد على تحسين المزاج، والأسماك  الغنية بالأوميجا؛ كالسردين والماكريل  والسلمون، والتي تشمل دهونًا صحية  تقلل من حالة الاكتئاب بما يرسله من إشارات لخلايا المخ..

وكذلك تتواجد الأوميجا في بعض العناصر النباتية مثل المكسرات والبذور كبذر الكتان والجوز، النشويات كالأرز والمكرونة والمعجنات والبطاطا التي ترفع نسبة السيوتونين في  الدماغ والأطعمة التي تحتوي على فيتامينات ب  مثل الفاصوليا والحبوب الكاملة ومشتقات الحليب والموز والبيض والأفوكادو، وهي أطعمة غنية بالتريبتوفان الذي يزيد من هرمون السعادة.

الشيخوخة المبكرة

وفي كتابها الجديد “تأثير الطعام على أجسامنا” تؤكد الطبيبة  نجمة طالب أن تناول نوعية من الأطعمة يصعب هضمها يؤدي لاضطرابات هضمية وهرمونية مما يسرع من ظهور علامات الشيخوخة والترهلات، وتؤكد أن عدم تناول أطعمة صحية بمقادير متوازنة والسهر وتناول الكحوليات  يؤدي لاضطرابات مزاجية ونفسية وهضمية مما ينعكس سلبًا على صحة الشخص ويظهره أكبر من سِنّه..

وتنصح الطبيبة نجمة طالب الراغبين في الحفاظ على مظهرهم وصحتهم بالتوازن في تناول الغذاء بكميات مناسبة والتعرض لأشعة الشمس لمدة ربع ساعة ثلاث مرات أسبوعيًا، فقد أثبتت الدراسات أن تعرض الوجه والجسم للشمس المشرقة يساعد الجلد على إنتاج فيتامين د مما يساعد في تحسين المزاج وممارسة الرياضة، فالتمارين الرياضية تخفف من الضغوط التي يتحملها الإنسان مما يساعد على تحسين الحالة البدنية والنفسية، وتحسين مظهر الجسم مما ينعكس على الحالة النفسية والذهنية.