العدسة – ربى الطاهر

يعاني الكثيرون من الإسهال والتقلصات المعوية وآلام الأمعاء في أول أيام العيد، وهو ما يجعل كثيرًا من المستشفيات تتجهز لاستقبال وعلاج تلك الحالات، والسبب ببساطة أننا نتبع عادات غذائية خاطئة مع قدوم عيد الفطر.

فأجسامنا وجهازنا الهضمي يعتاد نظامًا غذائيًا محددًا طوال شهر رمضان، فالجسم مع الصيام يرفض تناول الطعام طوال اليوم ويبدأ في الاستعداد للأكل وإفراز العصارات الهضمية مع اقتراب موعد الإفطار، وكذلك يعتاد تناول الأطعمة والسحور ليلًا ويرفضها نهارًا.

ومع انتهاء شهر رمضان الكريم نُفاجِئ أجسامنا بعادات غذائية مختلفة تمامًا عن تلك التي اعتدناها طوال الشهر المبارك فيصاب الجهاز الهضمي باضطراب مما ينتج عنه عسر الهضم أحيانًا والإصابة بالإسهال أو بالإمساك وآلام وتقلصات المعدة أحيانًا أخرى.

عادات خاطئة

ومن هذه العادات الخاطئة الإفراط في تناول كعك وحلويات العيد.

من المعروف أن تناول كعك وحلويات العيد كالبسكويت والبيتي فور وغيرها جزء من عاداتنا ومن تراثنا العربي، فلا تخلو مائدة في أي بيت من البيوت من كعك وحلويات العيد، ورغم ارتفاع أسعار الكعك لهذا العام والذي وصل 91 جنيهًا للكيلو إلا أنَّ الكثيريين مازالوا حريصين على الاستمتاع بكعك العيد، ولكن خبراء التغذية حذروا بشدة من الإسراف في تناول الكعك وحلوى العيد؛ نظرًا لارتفاع سُعراتها والتي تصل إلي أكثر من 85 سعرًا حراريًا في الكعكة الواحدة.

وحسب الدراسات والنصائح الغذائية ينبغي على الشخص أن يكتفي بكعكة واحدة يوميًا حتى لا يتعرض لمخاطر زيادة الوزن وارتفاع الكوليسترول والإسهال واضطرابات الهضم والتقلصات المعوية.

تناول الرنجة والأسماك المملحة

ينصح الخبراء بعدم تناول الأسماك المملحة من الرنجة والفسيخ؛ وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الأملاح التي تضرّ الجسم، وتسبِّب مشكلات صحية، وتضرّ وظائف الكلي، وترفع الضغط، وتعرِّض القلب لمخاطر عديدة، وكذلك ينصح بعدم تناولها؛ لاحتوائها علي البكتريا الضارة التي من الممكن أن تتسبب في النزلات المعوية الحادة وفي حالات التسمم.

تناول كميات كبيرة من اللحوم والأرز

يحذّر الخبراء من تناول اللحوم بكميات كبيرة من مشويات ومقليات والتى من شانها أن تزيد من نسبة الكوليسترول بما تحويه من دهون مشبعة ترفع ضغط الدم وتعرضنا للإصابة بالنوبات القلبية ويفضل تناول الأطعمة مسلوقة وبدون دهون لأنها أسهل في الهضم.

الإسراف في التدخين وشرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية

فهذه المشروبات تحتوي علي مادة الكافيين التي تؤدي لتوتر الجهاز الهضمي، ومن الممكن أن تتسبب في قرحة للمعدة، لذلك ينصح المختصين بالاعتدال في تناولها، وخصوصًا بالنسبة لمرضى الضغط والسكر.

نصائح هامة

وينصحنا خبراء التغذية بتناول وجباتنا الرئيسية في العيد في مواعيد قريبة من نفس مواعيد الإفطار والسحور، لأن الجسم قد تعوَّد على تناول طعامه في تلك الأوقات، وعندما نفاجئه بمواعيد وكميات ونوعيات دسمة جدًا من الطعام يصاب الجهاز الهضمي بالاضطراب مما يعرضنا للتلبكات المعوية.

وفي صباح يوم العيد يؤكد الخبراء على تناول وجبة إفطار خفيفة خالية من الدسم والسعرات العالية والدهون ومن المفيد تناول الفاكهة بدلًا من العصائر والمشروبات الغازية والحلويات.

ومن المفيد تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالفواكه والخضروات والكرنب والقرنبيط والفجل والبقدونس، حيث تعمل تلك الأطعمة الغنية بالألياف على تطهير الجهاز الهضمي من السموم وتعالج عسر الهضم والإمساك وتحمي من تقلصات المعدة.

وينبه الخبراء كذلك على مراعاة الظروف الخاصة لكلّ فرد في الأسرة من ناحية حالته الصحية، وإذا ما كان مريضًا ببعض الأمراض كالقلب أو الضغط أو السكر أو الحساسية فإننا نقدم له ما يفيده ويناسبه من الأطعمة ولا يضره، وألا نجبر الزوار وأفراد الأسرة بتناول أطعمة لا تتفق مع نظامهم الغذائي من باب المجاملات العائلية الضارة جدًا بصحتنا.

وكذلك الحرص على سلامة وجودة مصدر الغذاء والابتعاد قدر الإمكان عن تناول الواجبات الجاهزة خارج البيت إلا في أماكن موثوق فى جودة وسلامة وجباتها، حيث ينتشر في مناسبات الأعياد الغش واستخدام لحوم فاسدة في إعداد الوجبات، وكذلك تنتشر الأسماك المملحة الفاسدة.

ومن المفضل تجهيز الأطعمة في المنزل قبل الخروج للنزهة مباشرة حتي لا تتعرض للتلف مع ارتفاع درجات الحرارة؛ فأغلب حالات التسمم والنزلات المعوية التي تستقبلها المستشفيات ترجع لتناول وجبات سمك فاسد مثل الرنجة أو الفسيخ أو تناول وجبات لحوم مجهولة المصدر وفاسدة أو كعك ردىء الصنع.

وفي النهاية فإن جودة الغذاء وتناوله بكميات قليلة والتدرج في تغيير النظام الغذائي بعد الصيام هو طريق السلامة الصحية في العيد، وخاصة إذا كان ذلك مصحوبًا بممارسة الرياضة.