العدسة _ إبراهيم سمعان

نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تقريرًا حول واقعة اعتذار مسؤولين بالحكومة اليابانية، ربما تكون غير معتادة من قبل البعض؛ عن قيام أحد الموظفين بمغادرة مكتبه قبل 3 دقائق من الموعد المقرر؛ لشراء وجبة الغداء.

وقالت “الإندبندنت” فى تقرير ترجمته “العدسة”، إنّ مسؤولين يابانيين تقدموا باعتذار فى مؤتمر صحفي بثّه التليفزيون الرسمي، فى أعقاب قيام الموظف بفعلته التي تعد مبعثًا للأسف فى المجتمع الياباني.

وذكرت الصحيفة أنّ الموظف الذي لم يتم الكشف عن اسمه يبلغ من العمر (46 عامًا) ويعمل فى مكتب محطات للمياه فى مدينة كوبي، عوقب بخصم نصف يوم من أجره بسبب اعتياده التسرب من مكتبه بين الحين والآخر قبل الظهيرة بقليل، وكرر الموظف هذا الأمر حوالي 26 مرة خلال فترة 7 أشهر.

وأشارت إلى أن مسؤولي مدينة كوبي وصفوا – خلال المؤتمر الصحفي – سلوك الموظف”بالمؤسف للغاية، فيما انحنوا للاعتذار أمام الكاميرات الصحفية، وقال أحدهم: “نحن آسفون”.

وحسبما ورد، قال الموظف إنه أحيانًا يغادر فى وقت مبكر لشراء وجبة بينتو– وهي وجبة شعبية فى اليابان- لأنه يحتاج إلى تغيير روتين العمل. حسب موقع “ياهو”النسخة اليابانية. وفقًا للإندبندنت.

وتابعت الصحيفة البريطانية أنه تم اكتشاف تسرب الموظف بواسطة زميل له، الذي اكتشف رحلاته المحظورة إلى مطعم قريب من مقر العمل.

وقال متحدث رسم باسم محطة المياه التي يعمل بها الموظف لـ”صحيفة اليابان تايمز”: “استراحة الغداء تبدأ من وقت الظهيرى إلى الساعة الواحدة بعد الظهر.. الموظف غادر مكتبه قبل الاستراحة”.

ووفقًا ما أوردته وكالة “فرانس برس” فإنه على يبدو أن العامل انتهك قانون الخدمة العامة الذي يطالب المسؤولين بالتركيز فى وظائفهم.

ويأتي الاعتذار الرسمي بعد أن أقر مجلس النواب الياباني مشروع قانون يحدّد ساعات العمل الإضافية بمعدل 100 ساعة في الشهر، وجاءت هذه الخطوة كمحاولة لمنع الناس فى البلاد من العمل حرفيًا حتى الموت.

ويتعرض خمس القوى العاملة فى اليابان لخطر الموت بسبب العمل الزائد المعروف باسم “كاروشي” والذي يعني (الموت من الإرهاق) ، حيث يعمل أكثر من 80 ساعة من العمل الإضافي كل شهر، وفقًا لمسح حكومي.

وأدَّى العمل لساعات إضافية، إلى الانتحار فى بعض الحالات، وكان أبرز تلك الحالات انتحار موظف بوكالة إعلانات عملت 100 ساعة إضافية، وهو ما دعا البعض للمطالبة بإجراء تحول جذري فى ثقافة العمل فى اليابان.