العدسة – معتز أشرف:

6 قرارات متوقعة للأمير المراهق محمد بن سلمان ولي عهد السعودية بعد الإطاحة الماكرة بابن عمِّه الأمير محمد بن نايف من الولاية، نرصدها مع بدء العام الثاني من ولاية العهد، والذي يعتبره مراقبون عديدون أنه عام التمهيد لتولّي العرش.

صفقة القرن

ومن المتوقع، بحسب مراقبين ومحللين، أن تشهد الولاية الثانية التطبيع الكامل والعلني مع الكيان الصهيوني مع العمل علي تمرير صفقة القرن، وبحسب حساب “نحو الحرية” السعودي علي “تويتر”، فإنَّ من بنود صفقة وصول محمد بن سلمان للعرش، علمنة المجتمع السعودي وإفساده، وتمرير صفقة القرن والتطبيع العلني مع دولة الاحتلال الصهيوني، وفتح خزائن البلد لترامب ليأخذ منها ما يشاء، وشنّ الحرب على التيار الإسلامي المعتدل لمنع الاعتراض على خططه الخبيثة وسياساته الانبطاحية”.

ووفق تقارير عربية وغربية متواترة، فإنّ محمد بن سلمان يلعب دورَ عرَّاب التطبيع في المنطقة؛ حيث يقود قاطرة التطبيع مع البحرين والإمارات ومصر إلى مسار صهيوني بامتياز بحسب المراقبين، حيث مارس– ومازال – بن سلمان ضغوطًا كبيرة على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للقبول بـ”صفقة القرن” وفقًا للتصور المطروح من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأكدت المصادر وفق لتقارير إعلامية أنّ “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق خلال لقاءات مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، على شكل التسوية المطروحة والمعروفة بصفقة القرن”، وقالت المصادر المطلعة، إن “بن سلمان بات رأس حربة مشروع التسوية الأمريكي الإسرائيلي”.

يأتي هذا متوازيًا مع تصريحات محمد بن سلمان في أبريل الماضي عبر مقابلة مع مجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية؛ حيث قال بالحرف الواحد: “إن للإسرائيليين الحق في أن يكون لهم وطن”.

تكثيف العلمنة!

إجراءات العلمنة ستأخذ منحنى تصاعديًا خلال العام الثاني من ولاية العهد لابن سلمان، وذلك طبقًا لما كشفه السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة في العام 2017، حول الأنظمة العلمانيّة في المنطقة، والتي قال فيها، ضمن مقابلة مع قناة “بي بي إس” (PBS) الأمريكية: إنّ “ما تريده الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين للشرق الأوسط بعد عشر سنوات هو حكومات علمانية مستقرة ومزدهرة”، وهو ما أغضب وقتها سعوديين كثيرين وأطلقوا حملة تحت عنوان “#الا_عقيدتنا_يالعتيبه”، اعتبرت تصريحات العتيبة تمسّ ببنية السعودية ودولتها القائمة على الدين الإسلامي.

وهاجمت الأميرة فهدة بنت سعود بن عبد العزيز، ابنة العاهل السعودي السابق سعود بن عبد العزيز، العتيبة، وشاركها عدد من أبناء الأسرة المالكة السعودية عبروا عن استيائهم بخصوص تصريحات السفير الإماراتي، وهو ما ينذر بمزيد من الصدام أو التفاهمات داخل العائلة المالكة خلال هذا العام مع استمرار منحني العلمنة في الصعود.

محللون يرون أن مخطط العلمنة المكشوفة للدولة السعودية بُرْمِجَ أن يتم الشروع في تنفيذه مع محمد بن سلمان، وفي هذا الإطار يمكن فهم الإجراءات التالية التي أقدم عليها النظام السعودي، ومنها تجديد دعم وتنمية التيار المدخلي المعروف بالتواطأ مع الأنظمة العلمانية الشمولية، ضد السياسيين الإسلاميين المعتدلين، واعتقال العديد من العلماء والدعاة في مقدمتهم العلامة المفكر الشيخ سلمان العودة، وهو ما قد يستمر في الفترة المقبلة مع استمرار برامج الترفيه ودحض الصورة الوهابية عن السعودية، كما تشير تقارير إعلامية  غربية إلى عزم ولي العهد على فصل لقبي “الملك” و”خادم الحرمين الشريفين” حين يتولى العرش، على عكس الجاري حاليًا، من أن أجل رغبته في أن يكون زعيمًا مدنيًا علمانيًا، بدلًا من شخصية روحانية مرشدة.

التنازل الوشيك

تهيئة الأوضاع لاستلام العرش، سيكون من أهم منطلقات القرار السعودي في العام الثاني لابن سلمان في ولاية العهد، وهو ما رجَّحه موقع ستراتفورد الأمريكي في تقرير حديث له، مؤكدًا أن قرار الملك بالتنحي مسألة وقت، وقال: إنّ كل متابع لشؤون المملكة، التي تتسارع فيها الخطى بشكل دراماتيكي نحو تحولات اقتصادية وسياسية واجتماعية مفصلية، يتشكك حول مدى قدرة المجتمع على استيعابها وأثرها على مستقبل البلد ذي التأثير الكبير في المحيط الإقليمي والمكانة الدينية لدى العالم الإسلامي.

ورجّح الموقع الأمريكي أن من أهم تلك التحولات تنازل الملك الوشيك عن العرش، من أجل تمهيد الطريق لمحمد بن سلمان، خاصة بعد إعادة هيكلة الوزارات غير الفعالة وإنشاء لجان حاكمة في الفترات الماضية، وإسراع بن سلمان بإنشاء مديرية للأمن لوضع جهاز الاستخبارات في المملكة تحت سيطرته لتشديد قبضته على التعبير السياسي، وقد اتضحت هذه الحملة في سلسلة الاعتقالات الأخيرة.

تكهنات الاقتراب من العرش الملكي قد تستلزم بحسب البعض من “بن سلمان” التخلص بأي طريقة من الذين يعترضون طريق عرشه، وفي هذا الإطار يقول د. خليل العناني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية وكبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط: “يبدو بن سلمان كما لو كان مستعداً لفعل أي شيء في سبيل وصوله إلى العرش وضمان بقائه فيه، وهو هنا لا يكترث كثيراً بالأصوات المعترضة على ذلك، سواء داخل العائلة الحاكمة أو في المملكة. وفي ذلك، لن يتورع عن قمع (وإسكات) كل من يقف في طريق حلمه وصعوده”.

المواجهة مع إيران ووكلائها !

وفي إطار العداء الصريح بين بن سلمان وحلفائه وبين إيران، يتوقع أن تتصدر مواجهة إيران الكثير من قراراته في هذا العام، وبحسب كاتريك كوكبيرن الكاتب الصحفي الأمريكي المتخصص في شؤون الدفاع، في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت فإنّ بن سلمان يعدّ مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخطر رجلين في العالم، خصوصًا مع التصعيد غير المسبوق ضد إيران، وهو ما يعني استمرار المواجهة غير المباشرة في سوريا واليمن ولبنان مع وكلاء إيران في الدول الثلاث رغم الخسائر الكبيرة التي مُنِيت بها السعودية في هذه الأماكن بسبب سياسيات بن سلمان.

محمد بن سلمان كشف في وقت سابق إعداده للحرب ضد إيران، مطالبًا المجتمع الدولي بتصعيد الضغط على إيران، مشيرًا إلى أن البديل عن العقوبات الاقتصادية والضغط السياسي هو المواجهة العسكرية المباشرة، وقال: “يجب أن ننجح في تجنب الحرب مع إيران”، مضيفًا: “إذا لم ننجح في ذلك، فإنه من المرجح أن تندلع الحرب خلال 10 إلى 15 عامًا من الآن”.

حصار قطر!

ومن المتوقع أن تستمر قرارات فرض الحصار علي قطر في العام الثاني لولاية بن سلمان ما لم تتغير الرؤية الأمريكية بحسب مراقبين، خاصة مع ما نشرته صحيفة “عكاظ” السعودية الرسمية الجمعة 22 يونيو في تقرير حمل عنوان “2019.. قطر تصبح جزيرة في الجزيرة.. أكثر عزلة”، كشفت فيه الموعد النهائي لبدء العمل في حفر قناة “سلوى” البحرية.

ونقلت الصحيفة السعودية عن مصادر متطابقة القول إن “باب العطاءات لبناء قناة سلوى الحدودية، التي ستجعل قطر جزيرة صغيرة لا قيمة لها، بعد يومين” بحسب زعمها، كما لفتت إلى أنه سيتم بناؤها في غضون عام من بدء حفرها.

وفي هذا الإطار من المرجّح الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي في ظل إنشاء مجلس التنسيق “السعودي الاماراتي” أو على الأقل تجميد نشاطه ميدانيًا وتحويله إلى كيان رمزي، وهو ما يدعمه الكاتب الصحفي البارز عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية، مؤكدًا أن مجلس التنسيق الإماراتي السعودي يضع مجلس التعاون الخليجي في غرفة الإنعاش، على حد تعبيره.

استمرار الانتهاكات!

قرارات انتهاكات حقوق الانسان يبدو أنها ستكون أحد معالم العام الثاني للولاية كما كانت في العام الأولى الذي شهد العديد من الادانات الدولية ضد محمد بن سلمان، حيث أنشأ مجلس حقوق الإنسان بالإجماع مجموعة من الخبراء البارزين لإجراء تحقيقات دولية في الانتهاكات والتجاوزات السعودية بقيادة بن سلمان في اليمن، كما وضع الأمين العام للأمم المتحدة التحالف بقيادة السعودية على “قائمة العار” للانتهاكات التي ترتكبها ضد الأطفال في اليمن وسط دعوات للأمم المتحدة لفرض عقوبات على ولي العهد السعودي.

ووثقت منظمات حقوقية دولية منها هيومان رايتس ووتش، مواصلة السلطات السعودية منذ صعود “بن سلمان” لسدة القرار، للاعتقالات، والمحاكمات التعسفية، والإدانات بحق المعارضين السلميين، واستمرار عشرات الحقوقيين والناشطين في قضاء أحكام طويلة بالسجن لانتقادهم السلطات أو دعوتهم إلى إصلاحات سياسية وحقوقية بجانب التمييز ضد النساء والأقليات الدينية وسياسيات الإفقار.