جلال إدريس

ماتزال العاصمة الإدارية الجديدة تثير لغطًا كبيرًا وجدلًا واسعًا في مصر، بداية من فكرة المشروع ذاته، ومرورًا بجدواه، ووصلًا إلى اسمه الذي لم تستقر عليه الدولة بعد، وأعلنت عن مسابقة ضخمة بمكافأة مليون جنيه لمن يقدِّم اسمًا مقترحًا.

وفي أحدث تصريحات للعميد خالد الحسيني، المتحدث باسم العاصمة الإدارية الجديدة، فإنَّ وزارة الإسكان قررت تغيير اسم العاصمة الإدارية الجديدة إلى اسم جديد، يتم التوافق عليه، لكن لايزال هذا الاسم قيد البحث.

وأعلن “الحسيني” عن مسابقة كبرى أطلقتها “العاصمة الإدارية الجديدة” لوضع اسم وشعار لها، مبينًا أنّ هناك جوائز تصل إلى مليون جنيه لوضع شعار واسم جديد للعاصمة الإدارية.

اقتراح الحسيني، تلقاه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية والاستهزاء، خصوصًا وأن قطاعًا واسعًا من الشباب المصري لا يرى أية أهمية لتلك العاصمة، سوى أنها مشروع استثماري لكبار رجال الدولة، الهدف منه عزل الطبقة الغنية في مصر عن باقي الشعب.

وبين اقتراحات ساخرة، وأخرى جادة ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات وربما مئات المقترحات التي عكست بصورة أو بأخرى المعارضة السياسية القوية لنظام “عبد الفتاح السيسي” لكن في شكل هزلي وساخر.

من سيربح المليون

بدأت سخرية النشطاء بتداول الأخبار الخاصة بمسابقة المليون جنيه لاختيار اسم وشعار للعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك تحت شعار “من سيربح المليون”.

واستغرب كثير من النشطاء من إعلان الدولة رصدها مبلغ مليون جنيه لاختيار اسم أو شعار لمدينة، في وقتٍ يدّعي فيه رأس الدولة “عبد الفتاح السيسي” أن الدولة “فقيرة أوي” ولا تجد ما تنفقه على الفقراء ومحدودي الدخل.

فيما تساءل آخرون عن حقيقة المسابقة؛ إذ إن المتحدث باسم العاصمة الإدارية الجديدة لم يعلن أية تفاصيل واضحة عنها، كيف سيقدم فيها المشاركون؟ وبداية التقديم وآخر موعد، وما هي شروط المسابقة، وهو ما اعتبره كثير من المغرّدين أنه يعكس حقيقة الوضع المتخبط في مصر على كافة المستويات.

أسماء مقترحة للعاصمة الجديدة

وكعادة المصريين في السخرية سارع نشطاء المواقع الاجتماعية الفيس بوك وتويتر في التنافس على طرح أسماء ساخرة للعاصمة الإدارية الجديدة، كلٌ حسبما يرى، لتحمل أغلب المقترحات سخرية من نظام السيسي، وتكشف عن فشله وبيعِه الوهم للمصريين.

الناشط محمد علي غرَّد في منشور له على الفيس بوك قائلًا: “ياجماعة لازم نسمي العاصمة الجديدة المنوفية، دا اقل شيء نقدمه لدولة “المنوفية” اللي خرجت السادات ومبارك، وبلحة قصدي “السيسي، أو نسميها المنوفية كمان وكمان”.

فيما سخرت “سحر جلال” من حديث النظام عن الفقر الشديد الذي تعيشه مصر، وفي نفس الوقت القيام ببناء عاصمة للأغنياء فاقترحت اسم “بورتو الفقرا أوي”.

حساب الفنكوش اقترح على السيسي تسمية العاصمة ( قاهرة أم عز أو مصر الجديدة لانج، مدينة اللصوص، عاصمة ولاد الكلـ…).

فيما سخر حساب يدعى “أنا وبس” من الحرب على الإرهاب التي يتخذها النظام ذريعة لقمع المعارضين فاقترح تسمية العاصمة بـ(صليل الصوارم)، أو (عاصمة دواعش النظام).

حسن خالد اقترح تسميتها (بلحة سيتي، أو وكالة البلح) وذلك في إطار السخرية من السيسي حيث يلقبه النشطاء ببلحة.

أما هند السيد فاقترحت تسمية العاصمة بـ “سيسنهام، أو سيسي ستارز، أو سيسيوبوليس”.

ونظرًا لدعم دول الخليج وخصوصًا “الإمارات” لنظام الانقلاب العسكري في مصر، اقترح نشطاء تسمية العاصمة (أم ظبي) لتكون على خُطَى أبو ظبي، بينما اقترح آخرون تسميتها مدينة “عيال زايد”، فيما طالب نشطاء آخرون بتسميتها مدينة “الرز”.

فندق الماسة والشعب الفقير

وكان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”، قد سخروا العام الماضي في تغريدات تخطت عشرات الآلاف من بزخ نظام السيسي، بعد الإعلان عن افتتاح فندق “الماسة كابيتال”، المملوك للقوات المسلحة المصرية، في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث وصل وسما “#الماسة” و”#فندق_الماسة” إلى قائمة الأكثر تداولًا على موقع “تويتر” في البلاد.

وتساءل النشطاء عن المفارقة بين ادّعاء النظام أنه فقير وبين إنفاق عشرات المليارات على مبانٍ ومنشآت يقيمها لنفسه في العاصمة  المعزولة التي ستكون للنظام ومناصريه من رجال الأعمال والمستثمرين فحسب.

وجاء تعليق المغرد شادي محمد ضمن حملات السخرية من العاصمة الإدارية قائلًا: “افتتاح فندق #الماسة بذخ ومليارات للواءات والحرامية، والغلاء والفقر للموظف ومحدود الدخل، وتحيا مصر طبعًا”، وتساءلت فوتا أحمد “يعني رفعوا أسعار النت وراحوا يحتفلوا في #الماسة”.

فيما علقت إيمان على التصميم “الماسة، مشفتش أبشع من كده ذوق في التصميم والعمارة! ولا اللي ماسك الخرطوم وبيرش ده!! هي دي طريقة تنضيف البلوة دي!! سقف الانبهار وقع علينا”.

وغرّد السياسي ممدوح حمزة: “‏مبروك فندق الماسة بالإداريين الجديدة، الفخامة والرفاهية والبذخ مش مهم، المهم صبح على مصر بجنيه وأعطني الفكة”.

وسخرت “البوب نور” من مقر السيسي الجديد “ده أحلى كرسي عرش ولا ايه؟ قاعة فندق الماسة الجديد بالعاصمة الجديدة يا رعاااع يا فقرا أوي”.

مسلسل بيع الوهم للمصريين

وبعيدًا عن السخرية من اسم العاصمة الجديدة، فقد أكد مراقبون أنّ الإعلان عن مسابقة لتسمية العاصمة الجديدة، ليس سوى استكمال بيع الوهم للمصريين الذي بدأه السيسي منذ عدة أعوام.

وأبدى المراقبون استغرابهم من استمرار النظام في مسلسل إفقار شعبه وبيع الوهم إلى البسطاء من خلال مشاريع يدَّعي أنها تنموية، لكنها في حقيقتها مشاريع وهمية يهدف منها إلى امتصاص غضب الشارع والتغطية على الفشل السياسي والانهيار الاقتصادي والمعاناة اليومية التي يعيشها الناس.

وبحسب المراقبين فبعد تفريعة قناة السويس التي أنفق نظام السيسي على حفرها ما يقارب الـ 70 مليار جنيه مصري من جيوب الشعب المصري، واعترف السيسي نفسه بعدم جدوى هذا المشروع الذي قال: إن الهدف منه كان لرفع الروح المعنوية للمصريين، جاءت «العاصمة الإدارية الجديدة» وهي الوهم الأكبر الذي يتكلف إنشاؤه 45 مليار دولار، ما يثير التساؤلات بين أطياف الشعب المصري حول المسار الاقتصادي الذي تسير فيه بلادهم وإلى أين يمكن أن يصلوا في نهاية المطاف.

ويرى مراقبون أنه بعد ما يقرب من عام على انتهاء السيسي من حفر تفريعة قناة السويس أو ما يطلق عليها النظام «قناة السويس الجديدة» وعدم تحقيقها الجدوى الاقتصادية التي تحدث عنها النظام وأبواقه الإعلامية التي خدعت الشعب المصري، وقالت: إنها ستدرّ عشرات المليارات على المصريين، واعتراف السيسي أن مشروع حفر التفريعة كان الهدف منه رفع الروح المعنوية لدى المصريين، خرج السيسي  بالحديث عن جدوى إنشاء عاصمة إدارية جديدة تبعد عن قلب العاصمة الحالية بأكثر من 60 كيلومترًا وتضمّ وزارات ومؤسسات تقع حاليًا في قلب العاصمة القاهرة وتتكلف 45 مليار دولار، ليكمل مسلسل بيع الوهم للمصريين.