قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، إنَّ ثلاث دول عربية (فلسطين والأردن والسعودية)، بعثت عدة رسائل في العام الأخير إلى دولة الاحتلال الإسرئيلي محذرةً إياها من أنشطة تركيا بالقدس.

ويرى المسؤولون في الدول العربية الثلاث، بحسب الرسائل، أنَّ الأحياء الفلسطينية الشرقية من المدينة المحتلة، تشهد بناء سلطة لتركيا، وذلك من خلال السماح بتنظيم رحلات الحجاج الأتراك للقدس والتي تشرف عليها وتُنظِّمُها المنظمات الإسلامية في أنقرة، مما يجعل منها طرفًا مؤثرًا وذا تأثير كبير في القدس، وهو ما أزعجهم.

ونقل “أمير تيفون” و”يانيف كوفوفيتش” مراسلا الصحيفة، عن مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولهم: إن “إسرائيل تراقب هذه الظاهرة وتتصرف بعدة طرق من أجل احتوائها والقضاء عليها”.

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ المسؤولين الأردنيين كانوا غاضبين من أن “إسرائيل” كانت “نائمة” مع الأمر؛ حيث ترى الأردن أنه بعد التوقيع على اتفاق المصالحة مع تركيا في عام 2016، لم ترغب “إسرائيل” في الدخول في مواجهة مع “أردوغان”، وبالتالي تفاعلت ببطء وتتردُّد مع هذه الظاهرة.

يذكر أنه على وقع مسيرات العودة بقطاع غزة-التي انطلقت في مارس الماضي- والمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين، طرد الرئيس التركي سفير “إسرائيل” في أنقرة، وردّت تل أبيب بالمثل، وقالت: إن قنصل تركيا بالقدس دعم نشاطات جمعيّات إسلامية في البلاد والقدس الشرقية، بما في ذلك الجمعيات التي نظّمت الأسطول التركي لكسر الحصار عن قطاع غزة في عام 2010.

ورجَّحت “هآرتس”، أن السلطات الأردنية تخشى من أن النشاط التركي في القدس، يحاول من خلاله “أردوغان” لتقويض مكانة المملكة الأردنية، صاحبة الوصاية على الأماكن المقدسة في المدينة.

غير أنَّ مصدر القلق الرئيسي للسلطة الفلسطينية هو أنَّ الوجود التركي سيضعف موقعها في المدينة وسيُساهِم في تعزيز نفوذ “حماس” والجماعات الإسلامية التي تعارض سياساتها، وفي الرياض، يخشون أن يزداد تأثير أردوغان في العالم العربي والإسلامي، مما يؤدّي إلى النضال ضد “إسرائيل” والإدارة الأمريكية بشأن قضية القدس.